قال ان المدينة كانت شرارة الثورة ضد نظام صنعاء.. العيسي : "مليونية زنجبار ستفضح من استغلوا شعارات التصالح والتسامح"

قال ان المدينة كانت شرارة الثورة ضد نظام صنعاء.. العيسي : "مليونية زنجبار ستفضح من استغلوا شعارات التصالح والتسامح"

قال ان المدينة كانت شرارة الثورة ضد نظام صنعاء.. العيسي : "مليونية زنجبار ستفضح من استغلوا شعارات التصالح والتسامح"

الأول /خاص

في تصريح صحفي، قال القيادي في المقاومة الجنوبية المناضل أديب العيسي إن "التاريخ يعيد نفسه"، مشيرًا إلى ما شهدته محافظة أبين في السنوات الماضية من تحديات كبيرة في مواجهة النظام السابق.

وأضاف العيسي أن نظام صنعاء آنذاك كان يوجه التهم الباطلة إلى محافظة أبين، متهمًا إياها بالإرهاب، لكن أبين كانت على قدر التحدي ورفضت تلك الاتهامات الجائرة برجالها الشرفاء وشبابها الأوفياء وأبطالها من كل مناطق الجنوب.

وأوضح العيسي أن أبناء الجنوب لبوا نداء زنجبار في تلك الفترة الحرجة عندما قام النظام السابق بقطع الخطوط والمنافذ المؤدية إلى أبين من كل الجهات، في محاولة لعزلها وإخماد صوتها، ومع ذلك، وقفت أبين بشجاعة، معلنة موقفها الواضح أنها جنوبية الهوى والهوية، وأنها ترفض كل الاتهامات الزائفة التي كانت تهدف إلى ترويعها. وأضاف: "لن تخيفنا معسكراتهم، لقد واجهنا الرصاص الحي الذي كان يطاردنا من كل جهة، وارتكبوا في حقنا مجزرة مروعة في 23 يوليو، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى".

وتابع العيسي بسرد ذكريات تلك الأيام العصيبة قائلاً: "لم تمضِ سوى ساعات قليلة حتى هبت قبائل أبين تلبية لنداء زنجبار، وتداعت للدفاع عن المشاركين في المليونية السلمية، لتتحول الأمور إلى معركة طاحنة. لقد عبرنا عن حقوقنا سلمياً في زنجبار الأبية، وشيعنا شهداءنا بحماية أبناء أبين الشجعان. وكنتُ أنا من بين المصابين يومها، لكننا لم نتراجع. حينها أُرسلت لجنة من قبل النظام السابق لتهدئة الأوضاع، ولكن أبين كانت دائمًا عصية على أعدائها".

وفي استعادة للذكريات، استشهد العيسي بأبيات من قصيدة تعبر عن وحدة الجنوب، قائلاً: 

"يا عتق يا زنحبار الحمية   
يا المكلا حان اليوم وقت النضال   
يا بلادي لحج يا العبدلية  
بلغي المهره تعد الرجال  
حان وقت الجد سجل وصية  
يا الجنوبي واعطيها ام العيال"

وأشار العيسي إلى أن زنجبار كانت نقطة انطلاق قوية لدعم القضية الجنوبية بفضل شهدائها الأبطال. وأكد أن أبين كانت تحمل خيارين رئيسيين: الخيار السلمي والخيار المسلح، اللذين أسهما بشكل كبير في إسقاط الإرهاب الذي حاول النظام السابق زرعه في أبين ومناطقها.

وأشار العيسي إلى أن محافظة أبين لعبت دورًا حاسمًا في إسقاط مشروع النظام السابق، حيث قدمت الكثير من التضحيات في سبيل صمودها واستبسالها، ولا تزال حتى اليوم تدفع ثمن هذا الصمود. وقال: "لقد سقط الكثير من أبناء الجنوب في زنجبار، وكان لأبناء يافع السبق في تقديم الشهيد البطل علي صالح الحدي، والعديد من الأبطال الذين لا تسعفني الذاكرة لتذكر أسمائهم الآن".

واستذكر العيسي لحظات فارقة حين كان في انتظار مواكب أبناء شقرة والمناطق المجاورة التي تم قطعها في منطقة حسان، إلا أن ذلك لم يمنعهم من التوجه سيرًا على الأقدام نحو زنجبار. وما هي إلا لحظات حتى بدأت طلائع مواكب أبناء يافع والضالع وردفان والصبيحة بالوصول إلى زنجبار، رغم الصعوبات وقطع الخطوط المؤدية إليها، حيث سلكوا طرقًا وعرة مثل طريق الحرور للوصول إلى المدينة المحاصرة.

وأعرب العيسي عن فخره بتلك اللحظات قائلاً: "لقد كان المشاركون يهتفون بشعارات تعكس وحدة الجنوب وصلابته، مثل: 
"لا تحاصرت ردفان والضالع، أبين وشبوه باتلبيها". هذا هو الجنوب، وهذا هو شعبه، المتلاحم والمتكاتف على مصيره وقضاياه الوطنية".

وأكد العيسي أن زنجبار ستظل شاهدة على تلك الأيام العصيبة وستفضح من كانوا يتشدقون بشعارات التصالح والتسامح لتحقيق مصالحهم الشخصية وأهدافهم الآنية. وقال: "اليوم نحن نعوّل على جيل التصالح والتسامح الذين تربوا في كنف ساحات الشرف والبطولة، لإحداث التغيير وتصحيح المسار".

وبالنسبة لمليونية السابع من سبتمبر 2024م التي ستقام في زنجبار، أكد العيسي أن الجميع سيشارك فيها لتجسيد الاصطفاف الوطني الجنوبي. وأضاف: "قضية المقدم علي عشال اليوم تذكرني بقضية الشهيد الدرويش ابن حي السعادة في خورمكسر، رغم اختلاف الزمان والأدوات المنفذة. كم قدمنا من شهداء من أجل قضية الشهيد الدرويش، وفي تشييع جنازته سقط الشهيد الدكتور جياب السعدي والعديد من الأبطال الذين استشهدوا دفاعًا عن القضية الجنوبية وقضايا أبناء الوطن. لن نتخلى ولن نساوم على دمائهم".

وختم العيسي تصريحه بتأكيده على أن الشراكة الوطنية ستنتصر، وأن مبادئ الجنوب تتمثل في أن الجنوب للجميع وبكل أبنائه. وقال: "نجح شعبنا في تدويل قضيتنا لانتصارها، وليس لإخضاعها. أبين اليوم تحمل هم الوطن ولا تحمل مشاريع أخرى. نحن نطالب بالإفراج عن المقدم علي عشال وتقديم المتهمين للعدالة، والحفاظ على الوحدة الوطنية الجنوبية التي يحاول البعض تمزيقها واستغلالها".

واختتم العيسي حديثه قائلاً: "لا تقلقوا، فمليونية زنجبار ستكون مليونية حقوقية وقانونية، وساحل أبين سيوصلنا إلى عدن إذا لم تتم الاستجابة لدعوات ومطالب تصحيح المسار. إن تيارنا جبار، وشعبنا ثار... والجنوب سينتصر".