إسر.ائيل تقصف و حماس ترد .. و سقوط شهداء و انهيارات المستشفيات في غزة
ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 65 في غضون ساعات قليلة منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة صباح الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، حيث يشن الاحتلال الإسرائيلي قصفاً عنيفاً شمل مناطق في شمال وجنوب القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان في ظروف صعبة للغاية.
وأفاد الدفاع المدني في غزة، أنهم يتحركون دون آليات إلى الأماكن المستهدفة في شمال القطاع من أجل إنقاذ الضحايا، فيما وصف المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة الواقع الصحي في شمال القطاع بأنه "مؤلم وكارثي"، مشيراً إلى أن مستشفيات الجنوب "مستنزفة".
أضاف المتحدث أن "الهدنة لم تسعف المنظومة الصحية، ونخشى فقدان العديد من الأرواح"، مطالباً "المؤسسات الأممية بسرعة التدخل لإنقاذ الوضع الصحي المتأزم بالقطاع"، وأشار إلى أن الأولوية هي تدفق المساعدات الطبية والوقود إلى المستشفيات وإخراج الجرحى.
كذلك قالت وزارة الصحة بغزة، إن الطواقم الطبية تتعامل مع أعداد كبيرة من الجرحى مع انتهاء الهدنة وتجدد قصف المدنيين، وأوضحت أن "الجرحى يفترشون الأرض في أقسام الطوارئ وأمام غرف العمليات نتيجة العدد الكبير من الإصابات".
رفح مدينة منكوبة
في السياق ذاته، قال مدير مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، إن القطاع الصحي في غزة خرج عن الخدمة بكل معنى الكلمة، وإن المساعدات الطبية التي دخلت غزة خلال الهدنة لا تكفي إلا ليوم واحد.
وناشد النجار في تصريحات لقناة "الجزيرة"، كل ضمير حي فتح معبر رفح، مشيراً إلى أن "مدينة رفح اليوم مدينة منكوبة".
ولفت إلى أن الدفعة الأولى من المساعدات الطبية كانت "أكفاناً وفحوصاً لمرض كورونا"، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى أسرّة وفرشات للمرضى لأنهم يفترشون الأرض، الحالات اليوم تزيد على ما كانت عليه عند بدء الحرب".
وأكد النجار وجود جثث ملقاة على الأرض في المستشفى، لأن الثلاجات فاضت عن طاقتها، وأوضح أن الهدنة لم تعفِ الطواقم الطبية من العمل.
وتابع: "فتحنا بعض العيادات داخل المدارس ومراكز الإيواء ولكنها غير كافية، الإصابات المعوية والجلدية تنتشر بكثافة بين النازحين"، محذراً من أن دخول فصل الشتاء ينذر بانتشار الأمراض الصدرية والتنفسية.
"توجهوا نحو رفح"
في سياق متصل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، الجمعة، إنه نشر خريطة يوضح فيها لسكان غزة المناطق الآمنة التي يمكن أن يتوجهوا إليها مع استئناف القتال، على حد زعمه.
وجاء البيان على موقع الجيش الإلكتروني باللغة العربية مصحوباً بخريطة لمنطقة إخلاء المدنيين، وقال إنه بث شريط فيديو باللغة العربية على شبكات التواصل الاجتماعي وإنه وزع الخريطة في غزة.
أضاف في البيان "يعمد (الجيش الإسرائيلي) دائماً على توجيه الرسائل لسكان غزة من خلال مطالبتهم بإخلاء المناطق المستهدفة والتي تشكل هدفاً لنشاطات الجيش، وتوجيههم بكافة الطرق الممكنة منها، نشر خريطة تتضمن قائمة بلوكات بأرقامها كوسيلة معرفة يعتمد عليها سكان غزة تجنباً لأذيتهم وحفاظاً على حياتهم".
في ضوء ذلك، ألقت طائرات الاحتلال منشورات على الأهالي في غزة تطالبهم فيها بالتوجه نحو رفح المحاذية لمصر، محذرة من أن خان يونس شمالي القطاع "منطقة قتال خطيرة".
المقاومة تقصف إسرائيل
من جانب آخر، أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها قصفت "عسقلان وسديروت وبئر السبع برشقات صاروخية؛ رداً على استهداف المدنيين"، وفق منشور لها على تلغرام.
وأضافت في منشور منفصل، أنها دكّت "تجمعات قوات العدو شمال غرب مدينة غزة برشقات من منظومة صواريخ "رجوم" عيار 114ملم وقذائف الهاون من العيار الثقيل"، في حين أشارت في منشور آخر إلى أنها استهدفت "دبابةً صهيونيةً بعبوة "شواظ" شمال مدينة غزة".
وصباح اليوم الجمعة، انتهت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، دون أن يعلن أي من الجانبين تمديدها، بعد أن استمرت 7 أيام، في وقت أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي "استئناف القتال ضد حماس"، وفق قوله.
ومع انتهاء الهدنة الإنسانية، قصفت طائرات حربية للاحتلال جميع أنحاء مناطق القطاع، إذ قالت وزارة الداخلية في غزة إن طائرات حربية استهدفت منزلاً غرب مدينة غزة، فيما تخوض قوات الاحتلال معارك ضارية مع مقاتلي المقاومة في شمال القطاع.
وبوساطة قطرية- مصرية- أمريكية، بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هدنة إنسانية استمرت 4 أيام، وأُعلن مساء الإثنين تمديدها يومين إضافيين، ومن بين بنودها وقف مؤقت لإطلاق النار، وتبادل أسرى، وإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة؛ حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تضرروا من حرب مدمرة تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ الجمعة الماضي، وعلى مدار 7 أيام، تسلمت إسرائيل 80 أسيراً من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 210 فلسطينيين من الأسرى النساء والأطفال أيضاً في سجون إسرائيل بموجب صفقة التبادل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على القطاع خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.