صلاح الشوبجي.. صراع الدولة والهوامير

صلاح الشوبجي.. صراع الدولة والهوامير

صلاح الشوبجي.. صراع الدولة والهوامير

كتب احمد العبادي


يوم عُيّنَ مديرا عاما لمديرية البريقة، تساءلت في نفسي عن سر قبوله في منصب سيدخله في معترك مباشر مع هوامير الأراضي، أولئك الذين ينهشون مخططات العاصمة عدن مثل سرطان خبيث استفحل في جسد بشري ضعيف.

ذلك الملف الذي أرّق سلطات عدن المتعاقبة، وسال لعاب المتنفذين على مخططاتها وجامعاتها، معززين بقوة القبيلة، وقضاء جرى تطويعه لصالح أرباب الأموال.

اُشرّعُ في الكتابة، عن صلاح الآتي من مدرسة الشوبجي للنضال، ولا أرى في ذلك تطبيلا؛ بقدر ما هو أنصاف لشخصية جاء إلى المنصب، مثقلاً بدماء والده وإخوته الأربعة محمّلاً أمانة الحفاظ على مدينة تعتبر مستقبل عدن الجديدة، بعدما التهم الزحف العشوائي باقي مديرياتها الأخرى، وخنقها الزحام.

وبقدر ما روّض المال المدنس كثير من المسؤولين في وقتنا الراهن، وعلا صوت المتنفذين على الدولة، أشهر الشوبجي النظام والقانون كسبيل وحيد للحفاظ على مقدرات المدينة، وأصبح هذا النظام حجر عثرة ليس على المتنفذين فحسب، بل حتى على المسؤولين الذين جرى تشحيمهم بأموال الفساد. وفي خوض هذه المعركة المشتركة وجد الشوبجي نفسه وحيدا في مواجهتها، وأمام حملة إعلامية منظمة تستهدف شخصه، وتضييق الخناق عليه.

وكل ذلك لأن الشوبجي متمسك بالنظام والقانون، السبب الوحيد الذي جعله في هذه المواجهة الشرسة مع أرباب الأموال الطائلة والنفوذ القوي في أروقة الدولة، ولأنه القادم من مدرسة الشوبجي للنضال، فلا مجال للمداهنة بالحق العام أو تمرير الصفقات المشبوهة.. فالشوبجي يرى أن أكثر ما بوسعه أن يقدمه في ظل (فقر الانجازات بسبب الوضع الاقتصادي المتردي العام في البلاد) هو الحفاظ على النظام والقانون وحماية الممتلكات العامة؛ احترام لدماء أسرته المسفوكة في حدود الوطن، والمنصب الذي يمثله..

ولأنهم عجزوا على مواجهته قضائيا وقانونيا لافتقارهم قوة الحق، اختاروا تجنيد الذباب الالكتروني للإساءة لشخصه متجردين من كل الأخلاق وقيم الاختلاف، ومتجاوزين كل الطرق القانونية..

وفي حساب الربح والخسارة، فإن الشوبجي سيكون أكثر استفادة مالا وجاه، وإعلام يمجده؛ إذا تواطئ مع هذه الصفقات المشبوهة، لكنه أبى إلا أن يمثل الدولة حفاظا على ما تبقى من شكلها اليسير في عدن.. 

فمتى يعي الناس خطورة الحملات الإعلامية المنظمة التي تستهدف القادة الشرفاء في وطن أصبح مسؤولوه مجرد بيادق بيد المتنفذين، ووسيلة يمرر المتنفذين مشاريعهم العشوائية، على حساب عدن الجميلة وأهلها.

والله المستعان.