تأجيل إكرامية الجيش لماذا يُحرم الجنود من فرحة العيد؟
انتصرت الثورة السورية، فرأينا فيها بارقة أمل وكرامة مستعادة. تم صرف الرواتب فورًا دون تأخير أو أعذار واهية، مثل "الكشوفات غير جاهزة" أو "النظام متعطل" أو "ننتظر التوجيهات". تم تسليم المستحقات للشعب السوري بكل وضوح وعدالة، وكأن من يديرها يُقدّر قيمة الإنسان.
أما نحن في الجيش الوطني اليمني، فتتكرر مأساتنا وتُهدر حقوقنا بين مكاتب الفساد المنظم وضمائر غائبة. نُخبر بأن "إكرامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز" ستُصرف بعد عيد الأضحى، وكأن ابتسامتنا لا تستحق أن تُرسم في صباح العيد، وكأن فرحتنا مشروطة برضا المتنفذين.
أيها القادة، عشرات الأيام لا تكفيكم لترتيب ملفات الأفراد! على من تضحكون؟ وعلى من تكذبون؟ كيف تطمحون لحكم اليمن من صعدة إلى المهرة وأنتم تعجزون عن إعداد كشف راتب أو صرف إكرامية؟! كيف تتحدثون عن بناء وطن وأنتم تهينون كرامة جنوده، وتجوّعونهم لتشبعوا من أرواحهم المنهكة؟!
إن الأكثر إيلامًا هو اتهام من يرفع صوته للمطالبة بحقه بأنه طابور خامس، أو قولكم له: "العدو سيستغل مطالبتك!". أي عدو هذا الذي يفرح حين يأخذ الجندي اليمني حقه؟! العدو الحقيقي هو من يستخدم لقمة المواطن سلاحًا ضده، ويستمتع بإذلاله.
لقد خرجت نساء عدن وتعز وجرحى مأرب إلى الشوارع يطالبون بأبسط الحقوق، لأن الضغط بلغ مداه، ولأن الكرامة لا تؤجل ولا تقايض. تعذرتم لسنوات عن الحسم العسكري مع مليشيا الحوثي بحجة الضغوط الخارجية، فأي حجة لديكم اليوم في تأخير الإكراميات؟ من يعرقل؟ من يسرق؟ من يخفي؟ أليس من الواجب الوطني والإنساني أن نعرف من ينهب تعبنا وعرقنا؟
كفى تلاعبًا.. كفى كذبًا.. كفى فسادًا. إما أن تكونوا أهلاً للمسؤولية، أو ترحلوا وتتركوا من هو أقدر، من هو أصدق، من يحمل هم الوطن لا هم الكرسي. فاليمن – كما قال الشيخ واصل عباد – مليئة بالرجال الصادقين، فلماذا يُعاد تدوير نفس الوجوه التي فشلت؟!
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من استهان بكرامتنا، وأخر حقوقنا، وتسبب في تجويع جنود الوطن.