رجل اسعف خمسة للمستشفى و هو مصاب برصاصة في قلبه .. حادثة في بلد عربي

نجح رجل مصاب برصاصة في قلبه، بمحافظة اللاذقية السورية ، بقيادة سيارة بنفسه، وإسعاف 5 أشخاص آخرين أصيبوا معه بالرصاص لحين الوصول للمستشفى، ليفارق الحياة حينها.
وبدت المهمة مستحيلة للرجل الذي يدعى ياسر معلا بعد أن تلقى رصاصة في قلبه، لكنه قاوم الإصابة وتعاون مع مصاب آخر لوضع 4 مصابين آخرين في السيارة والانطلاق بهم نحو المستشفى.
وسار معلا بالسيارة من مكان الحادثة في قرية "الحمرات" نحو المركز الصحي في بلدة مشقيتا، والتي تقدر بعدة كيلومترات، حيث أُسعف الجميع من هناك نحو مستشفى تشرين الجامعي في مدينة اللاذقية، ليفارق السائق الحياة على بابها.
ووقع الهجوم يوم الاثنين الماضي، عندما هاجم مسلحان ملثمان 8 مزارعين يعملون في أرضهم وأصابوا 6 منهم بينما فرَّ اثنان بأعجوبة، ضمن حوادث قتل كثيرة ضحيتها مدنيون في منطقة الساحل السوري.
وقُتل 5 أشخاص في الهجوم المسلح، بينما نجا المصاب السادس روميل زوباري بإصابات خفيفة وروى بعد تماثله للشفاء تفاصيل ما جرى، بما في ذلك ما فعله سائق السيارة ياسر معلا المصاب بقلبه وإسعافه لهم في مهمة صعبة.
وقضى في الهجوم ياسر معلا وأخوته كاسر ويامن، إلى جانب زوجة كاسر، وشقيق روميل، واسمه علاء زوباري، فيما استطاع ابن ياسر وابن شقيقه كاسر الفرار بنفسيهما لحظة الهجوم.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، شهادة روميل زوباري عن الهجوم، فيما لم تكشف السلطات الأمنية في البلاد عن نتائج تحقيقاتها حول هوية الفاعلين، وسط مشاعر غضب واسعة في المنطقة ومخاوف من أن الهجوم يرتبط بدوافع طائفية.
ومنذ سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، شهدت البلاد حوادث أمنية وهجمات مسلحة راح ضحيتها مدنيون، لا سيما منطقة الساحل في غرب البلاد، والتي يعيش فيها أبناء الطائفة العلوية التي تنتمي لها عائلة الأسد.
وشكلت السلطات السورية التي سيطرت على حكم البلاد بعد إسقاط نظام الأسد، لجنة تحقيق في حوادث قتل مدنيين وقعت في مارس الماضي بمنطقة الساحل، وتحيط بها اتهامات بالقتل الطائفي الذي يستهدف العلويين، لكنها لم تعلن عن نتائج التحقيق بعد نحو شهرين على تشكيلها.