خروج الوضع عن السيطرة.. الأكراد تعلن النفيرالعام في السويداء بسوريا

(الأول) وكالات:
أعلنت عشائر الأكراد في إدلب وحماة واللاذقية انضمامها الكامل إلى أبناء عشائر البدو في مواجهة مليشيات حكمت الهجري التابعة لإسرائيل في محافظة السويداء، في خطوة تعكس وحدة غير مسبوقة بين مكونات المجتمع السوري في الجنوب والشمال.
وأكدت العشائر الكردية في بيان رسمي أن هذا التحرك يأتي "فزعة للدين والعرض ونداء للوحدة والكرامة"، عقب ما وصفتها بـ"اعتداءات غادرة وظالمة" تعرض لها بدو السويداء. وأضاف البيان: "ما حدث من سفك دماء ونهب للبيوت وانتهاك للحرمات لا يقره شرع ولا دين، ونقف اليوم صفاً واحداً ضد الظلم والعدوان، ونحمّل الدولة السورية المسؤولية الكاملة في فرض القانون وحماية المدنيين".
كما رفضت العشائر الكردية كل ما وصفته بدعوات الفتنة، مستنكرة "العمالة والخيانة والاستقواء بالصهاينة"، في إشارة مباشرة إلى تبعية جماعة الهجري للكيان الإسرائيلي. ودعت كافة المكونات السورية للالتفاف حول القيادة المركزية للدولة، ممثلة بالسيد أحمد الشرع، تحت "راية وطنية واحدة".
وبالتزامن، وثق مقطع مصور لحظة إصدار الشيخ سامي الهفل، قائد قوات قبيلة العقيدات، قرار إعلان النفير العام، مع أوامر فورية لقوات دير الزور بالتحرك نحو السويداء، بعد فشل الاتفاق مع ميليشيا الهجري.
وقال الهفل في كلمته إن التحرك يأتي "نصرةً للعشائر والدفاع عن الأرض والكرامة"، محذرًا من مغبة استمرار الانتهاكات والتصعيد ضد أبناء العشائر.
احتجاز آلاف المدنيين وجرائم مروعة
من جانبه، كشف قائد تجمع العشائر في الجنوب السوري، مفلح صبرا، أن جماعة الهجري شنت صباح الخميس هجومًا واسعًا استهدف مناطق بدوية، رغم توقيع اتفاق سابق وانسحاب الجيش والأمن من السويداء ليل الأربعاء.
وقال صبرا إن الهجوم أدى إلى احتجاز أكثر من 4000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وُضعوا تحت "إقامة شبه جبرية"، ولا يُعرف عنهم شيء سوى مقاطع فيديو تنشرها الميليشيا، على حد قوله.
وأشار صبرا إلى أن الميليشيا ارتكبت جرائم "إعدام ميداني" طالت حتى كبار السن، مؤكدًا أن آخر تلك الجرائم كانت بحق امرأة مسنّة تبلغ من العمر 90 عامًا، جرى تصفيتها بعد محاولتها الفرار من قبضة المهاجمين.
قصف إسرائيلي يخلط أوراق المواجهة
وكانت القوات السورية قد تمكنت في وقت سابق من فرض سيطرتها على كامل مدينة السويداء ومحيطها، حتى وصلت إلى مشارف مقر شيخ العقل حكمت الهجري في دار القنوات، إلا أن تقدمها توقف إثر قصف إسرائيلي مكثف أوقع أكثر من 200 قتيل في صفوفها.
وشدد صبرا على أن العمليات التي تنفذها العشائر حاليًا ليست تحت إشراف أو تنسيق مع الدولة، بل جاءت ضمن "فزعة عشائرية خالصة"، شاركت فيها عشائر من مختلف أنحاء سوريا وحتى من خارجها، بهدف تحرير المحتجزين واستعادة كرامة من تعرضوا لانتهاكات.