قتلى.. آخر تطورات المصادمات الدامية في المغرب

(الأول) وكالات:
لليوم السادس على التوالي، خرجت تظاهرات شبابية سلمية في عدد من المدن المغربية، بينها الرباط والدار البيضاء وأكادير ومراكش، بدعوة من حركة "جيل زد 212" للمطالبة بتحسين الخدمات العامة، في وقت ما زالت تداعيات مقتل ثلاثة أشخاص برصاص قوات الأمن تلقي بظلالها على المشهد.
احتجاجات سلمية ومطالب اجتماعية
في حي أكدال وسط العاصمة الرباط، رفع عشرات المتظاهرين الأعلام الوطنية مرددين شعارات مثل "نريد مستشفيات لا ملاعب" و*"الشعب يريد الصحة والتعليم"*، قبل أن تنفض التظاهرة بهدوء، وفق مراسلي وكالات الأنباء.
وشهدت مدن أخرى تجمعات مماثلة، ردد خلالها المحتجون مطالب تؤكد على السلمية وتدعو لإصلاحات في قطاعات الصحة والتعليم ومكافحة الفساد.
خلفية دامية
الاحتجاجات الأخيرة جاءت بعد ليلة عنيفة غير مسبوقة في مدن صغيرة جنوب البلاد، حيث قُتل ثلاثة أشخاص خلال محاولة اقتحام ثكنة للدرك، بحسب وزارة الداخلية التي قالت إن قوات الأمن أطلقت النار "دفاعاً عن النفس". وأشارت السلطات إلى أن المهاجمين كانوا يسعون للاستيلاء على أسلحة وذخائر.
وقد خلفت هذه الأحداث صدمة في المغرب، حيث أضرمت النيران في سيارات شرطة ومؤسسات عامة في سلا ووجدة وإنزكان، وجرى توقيف أكثر من 400 شخص، أفرج عن غالبيتهم لاحقاً، فيما يواجه 134 شخصاً محاكمة قريبة بينهم ستة رهن الاعتقال.
موقف الحكومة والحركة الشبابية
رئيس الوزراء عزيز أخنوش عبّر عن أسفه لسقوط قتلى، مؤكداً التزام الحكومة بالحوار، فيما شددت وزارة الداخلية على "حماية النظام العام وضمان الحقوق والحريات في إطار القانون".
أما حركة "جيل زد 212" فأصدرت بياناً جددت فيه التأكيد على سلمية تحركاتها، ورفضها أي أعمال شغب أو تخريب، معتبرة أن الأحداث العنيفة لا تمت لها بصلة.
جذور الغضب
انطلقت شرارة الغضب منتصف سبتمبر من مدينة أكادير عقب وفاة ثماني نساء حوامل في المستشفى العام، ما فجّر موجة احتجاجات شبابية تزامنت مع انتقادات لضعف الخدمات الصحية والتعليمية، في وقت تنخرط فيه المملكة في مشاريع كبرى استعداداً لاستضافة كأس العالم 2030 وكأس أفريقيا 2025.
وبينما تؤكد الحكومة أنها أطلقت برامج لتوسيع البنية الصحية وزيادة عدد الأطباء، يعترف المسؤولون بأن الجهود لا تزال "غير كافية لتغطية الخصاص" في بعض المناطق.