بيان نعي صادر عن وزارة الأوقاف والإرشاد
(الأول) خاص
الحمد لله الذي كتب على عباده الفناء، وجعل البقاء له وحده، (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَام)،
والصلاة والسلام على خير الأنام وخاتم الرسل الكرام، وبعد:
فقد تلقت وزارة الأوقاف والإرشاد ببالغ الأسى والحزن والتسليم بقضاء الله، نبأ وفاة الداعية الفاضل المهندس الشيخ: محمد المقرمي الذي وافته المنية فجر اليوم في مكة المكرمة، بعد مسيرة دعوية وتربوية مشرّفة امتدت لعقود، قدّم فيها نموذجًا مُلهِمًا للداعية الرباني الذي اهتدى بنور القرآن، واستضاء بمنهج التزكية والإيمان ومحبة الله عز وجل.
لقد سار الفقيد — رحمه الله — في دربه الدعوي مستمسكًا بالمنهج القرآني في تهذيب النفوس وتعظيم محبة الخالق في القلوب، فكان حديثه يحيي المعاني الإيمانية، ويدعو الناس إلى التزكية، والصدق، والإخلاص، والسمو الروحي، بأسلوب هادئ رصين، يلامس الوجدان ويعيد القلوب إلى بارئها.
وبرغم تخصصه في هندسة الطيران، فقد جعل من وقته وجهده وقفًا على خدمة الدعوة والتربية الإيمانية، فانتفع بوعظه الكبار والصغار، واقتربوا من القرآن الكريم بفضل قدرته على تبسيط معانيه، وإحياء روح التدبر فيه، وتقديمه نموذجًا راقيًا للداعية المعتدل الذي يجمع بين العلم والمعرفة والرفق والحكمة.
لقد كان الفقيد يرحمه الله متفانيًا في مشاركاته وتعاونه مع البرامج الدعوية ومع أنشطة وزارة الأوقاف في مجالات الإرشاد والتوجيه الديني، والتي تسعى إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال، وتعزيز الأخلاق الفاضلة، ونشر ثقافة السكينة والطمأنينة بين الناس.
إنما قدمه الشيخ من جهد وعمل وأثر مبارك ستجتهد الوزارة إن شاء الله في إخراجه وطباعته ونشره لتعم به الفائدة ويكون صدقة جارية للشيخ رحمه الله ،
وإن الوزارة إذ تعزّي أسرته وطلابه ومحبيه، لتتضرع إلى الله العلي القدير أن يغمره برحمته، ويشمله بعفوه ويجزيه خير الجزاء على ما قدّم من علم ونصح وإصلاح، وأن يجعل جهوده في ميزان حسناته، ويرفع درجته في الفردوس الأعلى مع عباد الله الصالحين.
"إنّا لله وإنّا إليه راجعون"
وزارة الأوقاف والإرشاد
العاصمة المؤقتة عدن
