جنيف: الأمم المتحدة تحذر من التأثيرات "الهائلة" لأزمة البحر الأحمر على الشحن العالمي
(الأول)متابعات.
حذرت الأمم المتحدة من التأثيرات المدمرة للهجمات التي تنفذها جماعة الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وتهديداتها المتواصلة لطرق الملاحة والشحن الدولي في المنطقة.
وقال رئيس قسم تيسير التجارة في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)؛ يان هوفمان، خلال مؤتمر صحفي عقد عبر تقنية الفيديو من جنيف، الخميس: "إن الهجمات على سفن في البحر الأحمر تزيد من التكاليف على التجارة العالمية وتؤدي إلى تفاقم الاضطرابات التجارية الناتجة عن التوترات الجيوسياسية وآثار تغير المناخ".
وأضاف أن تأثير الحرب في أوكرانيا وتراجع حركة النقل عبر قناة بنما بسبب انخفاض منسوب المياه العذبة، إلى جانب الوضع الذي تشهده منطقة البحر الأحمر، يؤديان إلى تأخير في الشحن البحري وارتفاع التكاليف وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأكد هوفمان أن عواقب أزمة البحر الأحمر على تكاليف الشحن "كانت دراماتيكية"، كما كان لها تأثير كبير على استخدام قناة السويس - التي تتعامل مع ما يقرب من 12 إلى 15 بالمائة من التجارة العالمية، فـ"منذ نوفمبر، امتنعت شركات شحن عالمية ضخمة عن العبور مؤقتا عبر قناة السويس وفضلت الانتقال حول جنوب أفريقيا (رأس الرجاء الصالح)، مما أدى إلى انخفاض الإيرادات لمصر وزيادة الضغط على الموانئ التي تستقبل السفن المحولة".
وأورد أن شحن الحاويات عبر القناة انخفض بنسبة 67% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين أوقفت ناقلات الغاز عملياتها تماما خوفا من تعرضها لضربات في البحر الأحمر، ونتيجة لذلك، ارتفعت تكاليف الشحن بشكل كبير - حيث يتعين على أولئك الذين يريدون الشحن أن يدفعوا ثمن مزيدا من الوقود والأيام في البحر، وتكاليف التأمين المرتفعة، من بين تكاليف أخرى.
وأوضح مسؤول "أونكتاد" أن الاضطرابات المطولة، خاصة في شحن الحاويات، من شأنها أن تهدد وتعطل سلاسل التوريد العالمية مما يؤدي إلى تأخير تسليم البضائع، وزيادة التكاليف، والتضخم المحتمل، وقال: "إن وصول أسعار الشحن المرتفعة هذه إلى المستهلكين سيستغرق وقتا، وقد لا تظهر في المحلات التجارية قبل مدة تصل إلى عام، كما أن أسعار الطاقة ارتفعت بالفعل، وقد تتأثر أسعار المواد الغذائية مرة أخرى في جميع أنحاء العالم".
وشدد هوفمان أن منظمة "الأونكتاد" لا تزال تشعر بالقلق حيال وضع الشحن البحري والتجارة العالمية وستواصل رصد تأثير هذه الاضطرابات، وخاصة بالنسبة للبلدان النامية، وهو ما "يؤكد ضعف التجارة أمام التحديات الجيوسياسية والتوترات والتحديات المناخية، وستتطلب تكيفات سريعة من صناعة الشحن".
يذكر أن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) هو مؤسسة الأمم المتحدة الرائدة التي تتعامل مع التجارة والتنمية، ويدعم البلدان النامية في الوصول إلى فوائد الاقتصاد المعولم بشكل أكثر إنصافا وفعالية.