جنوب أفريقيا تطالب العدل الدولية بوقف الهجوم على رفح والأمم المتحدة: لن نشارك في أي إجلاء قسري
أعلنت حكومة جنوب أفريقيا -اليوم الثلاثاء- إنها قدمت طلبا عاجلا لـمحكمة العدل الدولية لاستخدام سلطتها الكاملة من أجل وقف العملية العسكرية التي تخطط إسرائيل لشنها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في أكدت الأمم المتحدة أنها لن تشارك في أي إجلاء قسري للفلسطينيين.
وقالت الرئاسة في جنوب أفريقيا في بيان "عبرت حكومة جنوب أفريقيا في طلب قدمته إلى المحكمة أمس (12 فبراير/شباط) عن قلقها البالغ من أن الهجوم العسكري غير المسبوق على رفح، أدى بالفعل إلى قتل وأذى ودمار واسع النطاق وسيؤدي إلى المزيد".
وأمرت محكمة العدل الدولية -الشهر الماضي- إسرائيل باتخاذ كل الإجراءات التي في وسعها من أجل منع قواتها من ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار قضية رفعتها جنوب أفريقيا.
وأضاف بيان جنوب أفريقيا أن الهجوم على رفح سيمثل خرقا خطيرا لا يمكن تداركه لاتفاقية الإبادة الجماعية وقرار المحكمة الصادر في 26 يناير/كانون الثاني.
ويعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع نطاق اجتياحه البري لقطاع غزة ليشمل مدينة رفح حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني هربا من العدوان الإسرائيلي على شمال ووسط القطاع.
الأمم المتحدة: لن نشترك في أي إجلاء قسري
قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لـ"رويترز" اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة، سواء بشكل منفرد أو مشترك، مضيفاً أن "المكتب لن يشترك في أي إجلاء قسري حتى إذا تواصلت معه إسرائيل بهذا الشأن".
وقال ينس لايرك، المتحدث باسم المكتب، رداً على أسئلة لـ"رويترز" حول خطط رفح: "لم يتواصل المسؤولون الإسرائيليون معنا بشكل رسمي مطلقاً"، مضيفا "بعيداً عن هذا، الأمم المتحدة لا تشارك في إجلاء قسري أو غير طوعي. ليست هناك خطة في الوقت الراهن لتسهيل إجلاء المدنيين".
وفي وقت سابق دعا المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي الوكالات التابعة للأمم المتحدة إلى "التعاون مع جهود إسرائيل لحماية المدنيين من حماس وإجلاؤهم من منطقة حرب"، وفق زعمه.
وأمس الاثنين، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الاثنين، إن الأمم المتحدة لن تشارك في عملية "التهجير القسري للسكان" في رفح، مكرراً أنه لا يوجد "مكان آمن" في قطاع غزة لنقلهم إليه.
ورداً على سؤال عن احتمال مشاركة الأمم المتحدة في عملية الإجلاء هذه، شدد المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريس على ضرورة "الاحترام الكامل للقانون الدولي وحماية المدنيين". وأضاف "لن نشارك في التهجير القسري للسكان... في الوضع الحالي، لا يوجد أي مكان آمن في غزة".
وشدد المتحدث على أنه "لا يمكن إعادة الناس إلى مناطق تملأها الذخائر غير المنفجرة، فضلاً عن عدم وجود مأوى يلجأون إليه، في إشارة إلى المناطق الشمالية والوسطى في قطاع غزة التي شهدت دماراً هائلاً.
وشدد دوجاريك الأسبوع الماضي على ضرورة "حماية" مئات الآلاف من الأشخاص الذين لجأوا إلى رفح. وأضاف: "لن نؤيد بأي حال من الأحوال التهجير القسري الذي يتعارض مع القانون الدولي".
وزير خارجية فلسطين: المطلوب حماية المدنيين
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الثلاثاء، إن إسرائيل مصممة على مهاجمة مدينة رفح، داعياً إلى حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة لهم.
وأضاف المالكي، في مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، في برلين: "إذا كان لإسرائيل نية للعملية، ويبدو أن هناك تصميماً للهجوم على رفح، المطلوب منا جميعاً حماية المدنيين، وتوفير ممرات آمنة لهم للخروج منها، وضمانات أن تكون ممرات آمنة لا يجب الاعتداء عليها".
وأضاف: "نعمل من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن في الضفة بحيث لا تعتبر انطلاقة للعنف كي لا يصيبها ما أصاب قطاع غزة (..) ونأمل أن يستمر النجاح فيه".
ألمانيا تدعو لتوفير "ممرات آمنة"
من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إسرائيل، الثلاثاء، لتوفير "ممرات آمنة" للمدنيين في رفح. وقالت قبل توجهها الأربعاء إلى إسرائيل: "لجأ مئات آلاف الأشخاص إلى رفح بأمر من إسرائيل، ويجب أن يستمر هؤلاء بالتمتع بالحماية" فيها، مضيفة: "لا يمكن أن يختفي هؤلاء الآباء والأطفال والعائلات بكل بساطة. لا مكان يتجهون إليه، ليس جنوباً على كل حال".
الصين تدعو إلى وقف العمليات العسكرية في رفح
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية الصينية حكومة الاحتلال إلى وقف عملياتها العسكرية في أقرب وقت ممكن، ومنع وقوع كارثة إنسانية أشد وطأة بمدينة رفح.
وقالت متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "نعارض وندين الأعمال المرتكبة ضد المدنيين والمخالفة للقانون الدولي، وندعو إسرائيل إلى وقف العمليات العسكرية في أقرب وقت ممكن، وبذل كل ما في وسعها لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين الأبرياء، ومنع وقوع كارثة إنسانية أشد وطأة في رفح".