موجة كوليرا جديدة في اليمن
أكدت الأمم المتحدة، تفشي وباء الكوليرا في جميع المحافظات اليمنية، بالتزامن مع تدهور الأوضاع الصحية في البلاد.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ "مارتن غريفيث" في بيان إن البلاد تشهد تفاقما لسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، في الوقت الذي ينتشر وباء الكوليرا في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف أن التمويل العاجل والموسع لعمليات الإغاثة أمر بالغ الأهمية، وشريان حياة لملايين الأشخاص.
في غضون ذلك، قال مدير عام مكتب الصحة في محافظة أبين الدكتور صالح الثّرم إن السلطات الصحية بدأت في تنفيذ خطط طارئة للحد من تفشي وباء الكوليرا، خصوصًا بعد تسجيل حالات إصابة أكيدة في بعض المناطق الشرقية.
وطالب في مذكرة عاجلة إلى وزارة الصحة بسرعة التوجيه باعتماد أربعة مراكز خاصة بعلاج الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا، وتم تحديد المناطق الأكثر ازدحامًا وعرضة لانتشار المرض.
وأشار خلال اجتماعه بمسؤولين في مكاتب الإعلام والأوقاف ورؤساء البرامج الصحية، إلى ضرورة التركيز على الحالة الحالية للوباء وتقييمها بما يضمن السيطرة عليه و مواجهته.
مضيفا أن المكاتب الحكومية تقع على عاتقها مهمة التوعية الصحية للمجتمع، من خلال التكثيف من الخطاب الإعلامي التوعوي بما يسهل عملية المواجهة المبكرة للمرض.
وارتفع معدل الإصابات بوباء الكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن بشكل كبير خلال الشهر الأخيرة، وسجلت المستشفيات والمراكز الطبية مئات الإصابات، و14 حالة وفاة على الأقل
وحسب بيانات وزارة الصحة اليمنية، فإنه خلال الفترة من 16 أكتوبر الماضي وحتى 5 أبريل الجاري، تم استقبال 2583 حالة اشتباه إصابة، تم التأكد من إصابة 236 حالة. وجاءت محافظة عدن في المرتبة الأولى بنسبة 39 في المائة من الإصابات المبلغ عنها، وفي المرتبة الثانية محافظة تعز بنسبة 21 في المائة، ثم محافظة لحج بنسبة 17 في المائة.
وأبلغ وزير الصحة العامة والسكان قاسم بحيبح، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط حنان بلخي، أن البلاد تعيش وضع طوارئ صحية، وتحدث عن ازدياد حالات الإصابة بالكوليرا في عدد من المناطق، وقال إن ذلك يستدعي تدخل المنظمة؛ لأن النظام الصحي ما زال يواجه تحديات كثيرة منذ انقلاب الحوثيين على الدولة.
بدوره، خصص مكتب الصحة في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد، أحد أكبر مستشفيات المدينة لاستقبال حالات الإصابة وعلاجها، واستخدامه مركزاً لعزل الحالات المؤكدة، كما واصل الإعلام و"التثقيف الصحي" بث الرسائل الإرشادية للسكان، وطالبهم باتخاذ الإجراءات الوقائية المرتبطة بالنظافة الشخصية وغسل الخضراوات، ونبههم إلى ضرورة نقل المصابين إلى المراكز المخصصة لعلاج الإسهال المائي الحاد فوراً.