مركز أميركي: التهديدات الحوثية قد تجر إسرائيل إلى حملة أكثر استدامة في اليمن رغم القيود الجغرافية

مركز أميركي: التهديدات الحوثية قد تجر إسرائيل إلى حملة أكثر استدامة في اليمن رغم القيود الجغرافية

قال مركز أميركي، إنه من غير المرجح أن تردع الضربات الجوية الإسرائيلية في اليمن؛ الضربات الحوثية المستقبلية، لكن زيادة التنسيق الإقليمي يمكن أن تخفف من مخاطرها.  

 

وأوضح تحليل لمركز ستراتفور الأمريكي ترجمه "يمن شباب نت"، أنه بغض النظر عن ذلك، فإن الضربات الحوثية الناجحة في المستقبل، وخاصة كجزء من ضربة تقودها إيران ضد إسرائيل، يمكن أن تجر إسرائيل بشكل مطرد إلى حملة أكثر استدامة في اليمن.

 

وكشف التحقيق الأولي الذي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي في هجوم الحوثيين في 19 يوليو/تموز أن الطائرة بدون طيار عبرت فوق إريتريا والسودان ومصر قبل أن تصل إلى سواحل' إسرائيل' حيث لم يقم مشغلو الرادار برفع مستوى التهديد بشكل صحيح لأنهم كانوا يراقبون تهديدًا آخر قادمًا من العراق.

 

وفي حين سيحاول الحوثيون مهاجمة إسرائيل مرة أخرى، فقد يواجهون تنسيقًا إقليميًا للدفاع الجوي من مصر والمملكة العربية السعودية، وتركيزًا متزايدًا للدفاع الجوي الإسرائيلي على اليمن، وقيودًا تقنية. 

 

ومن المرجح أن يستمر "العدوان الحوثي"، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الحوافز السياسية للحوثيين. حيث تدعو الأيديولوجية السياسية للحوثيين إلى الصراع مع إسرائيل، والضربات الإسرائيلية الناجحة على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون تمكن الجماعة من تصوير نفسها كضحية للعدوان الإسرائيلي وتساعد في تغذية التجنيد، على الرغم من التأثيرات الاقتصادية المباشرة للضربات على احتياطيات الوقود والبنية التحتية المحدودة للحوثيين.

 

ومع ذلك، ستواجه هجمات الحوثيين أداءً تعقب متطور من قبل القوات الجوية الإسرائيلية والتنسيق المحتمل بين شركاء إسرائيل الإقليميين - بما في ذلك مصر والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية - لتتبع واعتراض ضربات الحوثيين، مما قد يخفف من مخاطر ضربة ناجحة أخرى.

 

ولا يزال من غير الواضح كيف تمكنت الطائرة بدون طيار التي ضربت تل أبيب من عبور مصر دون أن يعترضها الجيش المصري، حيث أن مصر لديها مصلحة راسخة في الدفاع عن مجالها الجوي من جميع الطائرات الأجنبية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار الحوثية. وهذا الفشل يجعل من المرجح أن تتخذ القاهرة موقفا أكثر نشاطا لاعتراض المقذوفات التي قد تستخدم هذا الطريق مرة أخرى.

 

كما نأت السعودية بنفسها عن الضربات على الحديدة، لكنها قالت إنها لن تتسامح مع انتهاكات المجال الجوي، وهي ملاحظة تهدف إلى إظهار اهتمام الرياض بمنع نفسها من أن تصبح ناقلة لهجمات الحوثيين على إسرائيل. كما أسقطت السعودية صواريخ الحوثيين التي عبرت إلى مجالها الجوي.

 

ولم تلمح حكومة إسرائيل بشن حملة مفتوحة ضد الحوثيين، بل المحت بدلا من ذلك إلى أن تكون مهمة انتقامية واحدة. ويرجع هذا جزئيا إلى أن الحملة الأطول من شأنها أن تشغل الطائرات والطيارين اللازمين لمهام محتملة ضد أهداف بعيدة المدى أخرى مثل إيران، وجزئيا بسبب التهديد الخفيف نسبيا الذي يشكله الحوثيون لإسرائيل بسبب نفس المسافة.

 

وفي الوقت نفسه، تعطي إسرائيل الأولوية للتصعيد المحتمل ضد حزب الله في لبنان، وفي التقييمات الأخيرة المحت إلى أن مثل هذه الحملة قد لا تتطلب موارد كبيرة من القوات الجوية فحسب، بل قد تؤدي أيضا إلى خسارة الطائرات الإسرائيلية نظرا لقدرات حزب الله المضادة للطائرات.

 

ونتيجة لهذا، فإن إسرائيل ليس لديها الحافز لتخصيص الموارد لحملة ضد الحوثيين قد لا تؤدي إلى تحول في سلوك الحوثيين.

 

 إذا نجح الحوثيون في توجيه ضربة إلى إسرائيل مرة أخرى، فقد تنشأ دورة إقليمية من الهجمات المتبادلة. وفي الأمد البعيد، سيكون هناك خطر متزايد من هجمات الحوثيين المشابهة لضربة 19 يوليو/تموز كجزء من التصعيد الذي أعلنته الجماعة مؤخرا ضد إسرائيل.

 

ونظرا لأن القوات الجوية الإسرائيلية استهدفت مستودعات الوقود التابعة للحوثيين، فقد يحاول الحوثيون مهاجمة حقول النفط والغاز والمرافق الإسرائيلية، من بين البنية التحتية المدنية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، قد يزيد وكلاء إيران الآخرون من التنسيق مع الحوثيين بشأن الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار المصممة لإرباك الدفاعات الإسرائيلية وزيادة احتمالات نجاح الهجوم.

 

ومن المرجح أن يؤدي أي هجوم ناجح آخر من قبل الحوثيين أو حلفائهم إلى خلق دورة من الهجمات المتبادلة، مما يوسع الصراع في غزة إلى صراع أكثر إقليمية، وخاصة إذا كانت هناك مجموعات أخرى موالية لإيران متورطة.

 

وعلى الرغم من هذا التنسيق المحتمل، فإن القيود الجغرافية ستجعل من الصعب على الهجمات المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل أن تصل إلى شدة الحملة الإسرائيلية في سوريا أو الصراع مع حزب الله.

 

ونتيجة لهذا، فحتى في مواجهة ضربة حوثية ناجحة أخرى، من المرجح أن تحد إسرائيل من حملتها في اليمن للحفاظ على الأصول الرئيسية حرة، خاصة وأن بصمة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في اليمن أصغر منها في العراق أو سوريا أو لبنان.

 

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، نسق الحوثيون عن كثب مع ميليشيا كتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران، وأعلنوا عن عدة هجمات مشتركة ضد إسرائيل. ورغم أن هذه الهجمات لم تكن فعالة، فإن التنسيق الحوثي المستقبلي مع مجموعات أخرى قد يؤدي إلى هجوم ناجح ضد إسرائيل.