ما  السيناريوهات المتوقعة بعد هدنة الأيام الـ4 في قطاع غزة؟

وزير حرب جيش الاحتلال يوآف غالانت قال إن القتال سيستأنف بعد الهدنة، متوقعاً أن يستمر شهرين آخرين على الأقل.

ما  السيناريوهات المتوقعة بعد هدنة الأيام الـ4 في قطاع غزة؟
جنود من كتائب القسام

(الأول) عن وكالة الخليج أولاين:

عد 49 يوماً على الحرب الإسرائيلية التدميرية على قطاع غزة، دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة برعاية قطرية مصرية أمريكية حير التنفيذ ساعاتها الأولى، صباح 24 نوفمبر الجاري، لتتوقف معها المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين في القطاع المحاصر.

ويضع خبراء عدداً من السيناريوهات بعد انتهاء الهدنة المؤقتة؛ أبرزها أن يعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته ضد المدنيين في قطاع غزة بعد انقضاء الأيام الأربعة من الهدنة التي أعلنت بعد تأجيلها 24 ساعة؛ بسبب خلافات باللحظات الأخيرة.

ويتوقع في حال نجحت صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذهاب إلى صفقات تبادل أخرى، وتمديد فترة الهدنة إلى أيام أخرى، وهو ما سيؤدي إلى التقاط الأنفاس ولملمة الجراح في غزة.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، مساء 23 نوفمبر، أن الدفعة الأولى من الأسرى الذين سيفرج عنهم -خلال الهدنة الإنسانية المؤقتة- تضم 13 من النساء والأطفال، وسيفرج عنهم في الساعة الرابعة من عصر الجمعة.

وأشارت إلى أنه سيفرج عن 50 من الأسرى المحتجزين في غزة، مقسمين على 4 أيام، وخلال هذه الأيام ستجمع المعلومات عن بقية المحتجزين.

وأكدت الخارجية القطرية أن الاتفاق يشمل إيقافاً كاملاً للأعمال العدائية 4 أيام، "وأي استئناف لها سيعتبر خرقاً"، معرباً عن أمله في عدم حدوث أي تأخير، وأن تبدأ الهدنة في موعدها.

كما نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بنود الاتفاق، في وقت أعلن فيه عضو الطاقم الوزاري الإسرائيلي المصغر أرييه درعي استعداد "تل أبيب" لزيادة مدة الهدنة إلى 10 أيام.

وإسرائيلياً ظهرت التوقعات الرسمية لجيش الاحتلال لبعد الهدنة، حيث أكد وزير حرب جيش الاحتلال يوآف غالانت، أن القتال سيستأنف بعد الهدنة، متوقعاً أن يستمر شهرين آخرين على الأقل.

وأشار إلى أن هدنة غزة هي فترة توقف قصيرة سنستأنف بعدها العمليات "بقوة عسكرية كاملة".

بدوره قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إن "تل أبيب" سوف تستأنف الحرب "حتى تصفية حماس"، وذلك بعد انتهاء الهدنة واستعادة من أسماهم بـ"الرهائن".

السيناريوهات المتوقعة
الكاتب والمحلل السياسي ميخائيل عوض يؤكد أن "إسرائيل" هزمت في الحرب على غزة؛ لأنها لم تحقق أياً من أهدافها التي أعلنتها، سوى انكشاف عدوانية عنصرية سافرة تضرب بعرض الحائط كل القوانين والشرعيات الوضعية والسماوية.

وحول أكثر من السيناريوهات المتوقعة بعد الهدنة يتوقع عوض في حديثه لـ"الخليج أونلاين" تحول الحرب الإسرائيلية إلى جبهة الشمال، ومحاولات التعويض عن الهزيمة والإخفاق في غزة باستهداف لبنان وحزب الله.

ويضيف قائلاً: "الحرب على لبنان ستجعل من الحرب حرب يوم القيامة، بمعنى ستلتهب الجبهة السورية العراقية وغزة ومن اليمن، الأمر الذي لا تتحمله (إسرائيل)، والمنطقي ألا تغطيها أمريكا وأوروبا، ولن يجرؤ نتنياهو على التورط بها".

ويوضح أن هناك سيناريو آخر وهو العودة الإسرائيلية إلى التصعيد في غزة بعد انتهاء وقف إطلاق النار، وهذه ستعني فرض حرب الاستنزاف وعودة جبهات سوريا والعراق والبحر الأحمر إلى الفاعلية، وهذه المرة بوتيرة أكبر وأكثر شدة.

ويشير المحلل السياسي إلى أن جيش الاحتلال لن يتمكن بعد الهدنة من إحداث تغيير في مسارات الحرب، ولن تتوفر عناصر قوة إضافية لدولة الاحتلال لتعديل موازين القوة، على عكس قدرة وفرص المقاومة في تعويض ذخائرها وخسائرها وإعادة تموضع قوتها ووحداتها لتعزيز خطوط الاشتباك الأساسية والحاسمة.

ويتوقع أن هناك سيناريو لتعزيز الهدنة والشروع في البحث عن حلول سياسية ودبلوماسية تحت يافطة العودة إلى حل الدولتين، ومبادرة الملك عبد الله التي اعتمدتها قمة بيروت 2002.

ويرى أنه في حال لم يُتفق على سحب قوات الاحتلال إلى ما قبل 7 أكتوبر الماضي، ستنشط -وفق عوض- عمليات المقاومة وتتنوع لاستهداف القوات المنتشرة على تخوم المناطق السكنية، وعلى بعض الاسترادات والساحات والمساحات المفتوحة، وستتصاعد المقاومة في الضفة.

وفي داخل دولة الاحتلال، يعتقد أن المتطرفين والأحزاب اليمينية ستضغط على نتنياهو المقامر بمستقبل "إسرائيل" ليحمي نفسه وفريقه، "إلا أن قرار هذه الحرب لم يعد بيد نتنياهو وقيادة أركانه، بل انتقل إلى يد أمريكا وضباطها المنتدبين".

ولا يستبعد الكاتب والمحلل السياسي عملية تمديد وقف إطلاق النار، والتحول إلى هدنة طويلة نسبياً، مع استمرار الجهود الدبلوماسية وعقد مؤتمرات إقليمية ودولية واجتماعات لمجلس الأمن والمنظمات ذات الصلة تحت عناوين الجهد الأممي لتحريك حل الدولتين.

خسائر جيش الاحتلال
وأعلن جيش الاحتلال مقتل 72 جندياً، منذ أن بدأ المعركة البرية في قطاع غزة، وهو ما أثار شكوك عدة محللين، خصوصاً أن عدد الآليات المدمرة بلغ 335، بحسب ما كشفت كتائب القسام.

وفي هذا الإطار قال رئيس جمعية المعاقين في جيش الاحتلال الإسرائيلي عيدان كيلمان، في تصريح لإذاعة الجيش: إنه "منذ السابع من أكتوبر، شخّص الجيش إصابة 1600 جندي بإعاقات، ولا يزال 400 جندي في المستشفيات".

وأوضح أن "هؤلاء هم فقط الجرحى، وسيأتي إلينا آلاف آخرون يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة".

وشدد كيلمان على أن "هذا العدد لا يمكن تصوره في تاريخ إسرائيل، أكثر من حرب يوم الغفران؛ أي حرب 6 أكتوبر 1973".

وفي الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة "حماس"، في الـ7 من أكتوبر الماضي، وأطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى"، واستهدف مستوطنات غلاف غزة، قالت "إسرائيل" إن 5431 إسرائيلياً أصيبوا وقتل 1200، فيما أسر أكثر من 240 آخرين، وسقط 391 قتيلاً في صفوف جيش الاحتلال.

وشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً وحشياً على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط نحو 15 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5840 طفلاً و3920 امرأة، ما يعني أن 69% من الضحايا من فئتي الأطفال والنساء.

يذكر أن وسائل إعلام عبرية قالت، نهاية عام 2019، إن نحو 58 ألفاً من الجنود الإسرائيليين معاقون، ويتلقون العلاج بمراكز التأهيل.