المناضل أديب العيسي ينتقد الانتقالي: "الميثاق الوطني حبر على ورق والقرار الجنوبي بات معدومًا"

المناضل أديب العيسي ينتقد الانتقالي: "الميثاق الوطني حبر على ورق والقرار الجنوبي بات معدومًا"

المناضل أديب العيسي ينتقد الانتقالي: "الميثاق الوطني حبر على ورق والقرار الجنوبي بات معدومًا"

الأول /خاص


في تصريح صحفي شديد اللهجة، انتقد القيادي في المقاومة الجنوبية، المناضل أديب العيسي، ما وصفه بـ"الانحراف الكامل" عن المشروع الوطني الذي يحلم به أبناء الجنوب. وعبّر العيسي عن استيائه من الوضع الراهن في الجنوب، مؤكدًا أن الشرفاء الأبطال الذين حرروا الوطن التزموا الصمت حرصًا منهم على قضية الوطن العادلة، وتركوا المجلس الانتقالي ليعمل في الدفاع عن قضية شعب الجنوب وتأمين استقراره وتنميته، مع التمسك بمبدأ التصالح والتسامح الذي أرساه الشعب بإغلاق ملفات صراعات الماضي وآلامه.

وقال العيسي: "ما نراه اليوم هو انحراف كامل عن إرادة الشعب وعن تضحياته الجسام ودماء أبنائه الزكية التي سقطت من أجل تحقيق تلك الأهداف الوطنية. وللأسف، اليوم أصبح القرار الجنوبي معدومًا ومجرد أدوات تحركها قوى خفية، ورضخ الانتقالي لإملاءات لأغراض شخصية وليس من أجل الشعب والوطن، ورفض الحوار مع أبناء الجنوب وقبل بالحوار مع أحزاب صنعاء".

وأشار العيسي إلى أن الانتقالي دعا إلى حوار جنوبي وأصدر ميثاقًا وطنيًا لذلك، "ولكن للأسف الشديد لم يُحقق منه شيء، فقط كان ميثاقًا مجرد حبر على ورق". كما انتقد العيسي طريقة الانتقالي في الحوار، مؤكدًا أنه استخدم مبدأ "اتبعني" وشكل مليشيات عسكرية على مبدأ المناطقية وليس بطابعها الوطني، واستحوذ على "كل مكتسبات الجنوب المالية والسياسية وسخّرها لنفسه".

وأضاف العيسي: "حُرم أبناء الجنوب في كل المحافظات من المشاركة الفاعلة في بناء المؤسسات الوطنية، واستخدم الشعارات الوطنية في موضوع قضيتنا العادلة ولكن لم نرَ أي خطوات عملية حقيقية على أرض الواقع، ولم نرَ أي خطوة استفاد منها الشعب على المستوى الداخلي والخارجي".

لا رؤية سياسية واضحة:

وأوضح العيسي أن "لا توجد رؤية سياسية واضحة على مستوى البناء في المؤسسات العسكرية والأمنية، ولا على مستوى الخدمات والتنمية والبنية التحتية، وكل محافظات الجنوب تعاني اليوم، وكل الشعب يعاني". ودعا إلى "مشروع الوفاق السياسي الجنوبي، الذي من شأنه أن يفضي إلى أمن واستقرار وتوحيد كل القوى السياسية الجنوبية على خيارات الشعب". واعتبر العيسي أن الانتقالي "أصبح عائقًا أمام آمال الشعب وتطلعاته ولو بحدها الأدنى لتحسين الأوضاع في جميع المحافظات المحررة".

وأضاف العيسي: "أراده الأبطال أن يكون ممثلاً للجنوب وأبى هو ذلك، بفكره الضيق وأصبح اليوم مكونًا سياسيًا يمثل مصالحه ومصالح أعضائه وترك آلام الشعب وجراحاته".

دعوة لتصحيح المسار:

وأشار العيسي إلى أنه لا يحمل أي عداء شخصي تجاه أحد، وأن حديثه ليس عن الأشخاص بل عن "أفكار نريد بها بناء هذا الوطن وحمايته وإيجاد الأمن والاستقرار والعدل والمساواة فيه، وأن يستفيد كل الشعب من موارده وخيراته".

وتابع العيسي: "لم يستجب الانتقالي إلى يومنا هذا، وأدعو أبنائي وإخواني الذين فيه إلى الاستجابة لمنطق العقل والحكمة. وكل من يعارضهم ويقدم لهم الأفكار يتم تصنيفه بالعميل والخائن، مستخدمين آليتهم العسكرية وإعلامهم غير الوطني، واستخدام سياسة الانغلاق وليس سياسة الانفتاح. ويذكروني بالشعارات السابقة زمان عندما كانوا يقولون (يمن ديمقراطي موحد نفديه بالدم والأرواح... سوف نناضل سوف نكافح ثورة ثورة يا إصلاح)".

وأضاف: "الذي نراه اليوم لا يؤسس لبناء دولة، ولا حتى أقاليم ولا غيره. وأنا أعلم جيدًا أنهم لن يستوعبوا كلامي بمنطق الوطنية والإخاء والحرص والعتاب الصادق، وسيقومون على الفور بتصنيفي ومهاجمتي وهذا لا يهمني لأنني أعرف تاريخي وما قدمته لأجل هذا الوطن. أنا لا أنتمي لأي فصيل سياسي ولست مدفوعًا من أي جهة خارجية أو داخلية، بل هم المدعومون، فالمصير مشترك والهدف واحد".

رسالة للشرفاء والوطنيين:

وختم العيسي تصريحه بدعوة الشرفاء والوطنيين المنتمين إلى المجلس الانتقالي إلى "أخذ خطابي هذا على محمل الجد، وإن يقوموا بتصحيح المسار ويعتمدوا على الداخل الجنوبي، وإن يؤمنوا بمبدأ الشراكة الوطنية، وأن يخففوا من الاعتماد الكلي على الخارج، وأن نذهب جميعًا إلى حوار وطني جاد وصادق، يفكر في مصلحة الشعب وما يريده وليس بما يُملى عليه. كلنا أبناء وطن واحد، والجنوب لكل وبكل أبنائه قولًا وفعلًا وليس مجرد شعار".

وأكد العيسي أنه "لن يستقر هذا الوطن ولن تدور فيه عجلة التنمية والاقتصاد، إلا بفكر سياسي ناضج يؤمن الداخل والخارج، ويحقق مكاسب يلتمسها المواطن البسيط. وهذه رسالة صادقة من الضمير ومن الدوافع الوطنية لهذا الشعب وتضحياته ولدماء أبنائه الزكية التي قضت نحبها من أجل كرامة الإنسان، والعدل والمساواة".

وختم بالقول: "استفيدوا من رسالتي هذه، وبادروا لتصحيح الفكر والمفاهيم، والشعب شعبنا والوطن وطننا، قبل فوات الأوان والذهاب إلى المجهول الذي لا يخدم أي إنسان وطني شريف... وللحديث بقية".