عذراء الجليد السيبيرية (،أميرة أوكوك،).. وسر وشمها ؟!
ما قصة الأميرة السيبيرية المحنطة؟ ولماذا أثار اكتشافها ضجة كبيرة في أوساط علماء الآثار الروس؟ ولماذا حظيت بأهمية عالمية منذ اكتشافها؟..هي أسئلة أجاب عن كثير منها علماء الآثار والانثروبولوجيا (علم الانسان)، منذ العام 1993..
(الأول) متابعات خاصة:
عندما بدأت مجموعة من الباحثين الروس والألمان والمنغوليين بالتنقيب في مدفن أثري يقع على الحدود بين ألتاي ومنغوليا، يومها عثروا على ما اعتبر اكتشافا استثنائيا على عمق 19 متر تحت الأرض، هو عبارة عن قبر يحوي مومياء امرأة شابة، وباتت تعرف اليوم بـ “أميرة ألتاي”.
ومن الطبيعي أن يحظى مثل هذا الاكتشاف باهتمام واسع، خصوصا في أوساط علماء الآثار الروس، وذلك لسببين اثنين، اولا، العثور في موقع الدفن ملابس ومفروشات ذات قيمة فنية كبيرة ومحفوظة بطريقة جديدة. ثانياً، لأن تحاليل الحمض النووي لـ”أميرة أوكوك”، أتاحت معلومات جديدة عن تاريخ الثقافات القديمة التي تعود إلى عهد السكثيين.
وتمكن عالم الانثروبولوجيا السويسري مارسيل نيفينيغير نجح من إعادة تشكيل الهيئة التي يجب أن تبدو عليها الأميرة، لا سيما وأن ثمة توجها لدفن الأميرة السيبيرية (المومياء) المحنطة منذ أكثر من 2500 عام، داخل ضريح خاص بها، وبناء نصب تذكاري دائم بمثابة المثوى الأخير للأميرة التي أطلق عليها أيضاً اسم “عذراء الجليد”.
أهم اكتشافات القرن العشرينا
كانت بعثة بقيادة عالمة الآثار “نتاليا بولوسماك” من نوفوروسيسك قد عثرت في عام 1993 على مومياء لامرأة من العصور القديمة في تل ركامي جليدي، فوق هضبة أوكوك في إقليم ألتاي بالقرب من الحدود المنغولية، واعتبر ذلك الاكتشاف وقتها واحدا من أهم الاكتشافات في السنوات الأخيرة من القرن العشرين.
ويعتقد أن عمرها كان حوالي 27 عاما عندما توفيت، وعثر عليها محفوظة في الأراضي دائمة التجمد على ارتفاع حوالي 2500 متر، ووجدت أيضا جثث لاثنين من الرجال بالقرب منها، وحولها كانت هناك 6 خيول، يقال أنها كانت لمرافقتها للعالم القادم، ووجدت بجانبها أيضا وجبة من لحوم الأغنام والحصان.
أميرة “أوكوك”
بعد اكتشافها بقيت المومياء معظم العقدين الماضيين في المعهد العلمي في مدينة نوفوسيبيرسك، وهي الآن في المتحف الوطني الجمهوري في “غورنو – التايسك”، الأمر الذي يثير الغضب بين السكان المحليين في منطقة جبال ألتاي، الذين يريدون إعادة دفنها، تكريما لها.
ودعا المسنون من جبال ألتاي منذ فترة طويلة لدفن الأميرة، وذلك لـ “وقف غضبها الذي يسبب الفيضانات والزلازل”، وأصروا على أن أسوأ الفيضانات التي حدثت منذ 50 عاما في ألتاي وسلسلة من الهزات الأرضية كان سببها الأميرة السيبيرية.
في مثواها الأصلي
والآن يمكن أخيرا أن ترحل الأميرة إلى مثواها الأصلي في هضبة “أوكوك”، مع ضريح جميل سيبنى لها أعلاه.
وقدم الرسومات الأولى لخطط البناء أكاي كين Akai Kine، الذي يعد زعيم المجموعة العرقية “تيليس”، ورئيس المركز الروحي لأتراك كين ألتاي.
وقال: “وفقا للرسومات، سيتم وضع المومياء في مثواها الأصلي، وفوقها سيتم عمل بناء جنائزي النصب، بمثابة ضريح على هضبة أوكوك، في المكان الذي تم فيه العثور على المومياء عام 1993.