لماذا هذا الدلال الأمريكي للحوثيين تجاه هجماتهم المستمرة بالبحر الأحمر؟

بيانات رنانة وعمليات درامية ضد المدمرات الأمريكية والسفن "الإسرائيلية" في البحر الاحمر، بشكل أثار الكثير من التساؤلات حول سر سعة الصدر الأمريكية غير المعهودة أمام مثل هكذا تهديدات..

لماذا هذا الدلال الأمريكي للحوثيين تجاه هجماتهم المستمرة بالبحر الأحمر؟
كاريكاتير يعبر عن تبعية الحوثي لأميركا

(الأول) متابعات خاصة:

تتدلل مليشيات الحوثي التابعة لإيران، وتتغنج أمام الولايات المتحدة الأمريكية، ببيانات رنانة وعمليات درامية ضد المدمرات الأمريكية والسفن "الإسرائيلية" في البحر الاحمر، بشكل أثار الكثير من التساؤلات حول سر سعة الصدر الأمريكية غير المعهودة أمام مثل هكذا تهديدات.

اومنذ نهاية أكتوبر الماضي، وحتى أمس الأحد، أعلن الحوثيون شن عدة عمليات استهداف بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، على حاملات طائرات أمريكية وسفن قالوا إنها إسرائيلية، وحتى أنهم أسقطوا طائرة تجسس أميركية مسيرة من طراز "إم كيو 9" (MQ9) في المياه الإقليمية لليمن، في الثامن من نوفمبر الماضي، دون رد أمريكي.

تبلغ قيمة الطائرة الأمريكية، 32 مليون دولار، لكن الأمريكيين أبدوا سعة صدر كبيرة تجاه الحوثيين، ولم يعلقوا إلا بعد مرور أسبوع على الحادثة، وقالوا إنهم "يحتفظون بحق الرد في المكان والزمان المناسبين" في تصريح أعاد للأذهان تصريحات النظام السوري، الذي يتوعد إسرائيل بـ"حق الرد" منذ قرابة عقدين من الزمن.

تحليلات لخبراء عسكريين أمريكيين أرجعت تهاون أمريكا في اللجوء للردع العسكري ضد الحوثيين الى سببين الأول رغبه واشنطن في عدم توسع نطاق الحرب خارج حدود غزة، وتحولها الى صراع إقليمي مسلح متعدد الأطراف.

والسبب الثاني وهو الأهم ان كافة هجمات الحوثيين ضد قطع بحرية أمريكية حتي الان تتسم بكونها استعراضية وغير ضاره وكافة المقذوفات والمسيرات التي اطلقت من مواقع تمركزهم في اليمن سقطت في مياه البحر بعيدا عن مواقع السفن والقطع البحرية الامريكية أو اسقطت وتم اعتراضها بسهوله ولم تخلف أي اضرار.

ويعتقد محللون وخبراء أن العلميات الحوثية، ليس لها تأثيرات على مسارات الحرب في غزة، مؤكدين على أن الخطاب السياسي والإعلامي والعسكري للحوثيين، يأتي فقط للاستهلاك الداخلي وللظهور كلاعب فاعل فيما يسمي بمحور المقاومة التابع لإيران.

أما آخرون، فيرون أن العمليات الحوثية إلى جانب ما سبق، تتم بتنسيق واتفاق مع الأمريكيين والبريطانيين؛ لإيجاد مبررات للتواجد في السواحل اليمنية ومياه الخليج العربي، والسيطرة عليها، إضافة إلى خدمة أجندات أجنبية تستهدف قناة السويس المصرية.

ولا يغفل عسكريون وصحفيون يمنيون الإشارة إلى الحرص الغربي وخصوصا الأمريكي والبريطاني، على بقاء المليشيات الحوثية وتعزيز نفوذها في اليمن على حساب الشرعية المعترف بها دوليًأ وعلى حساب الغالبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني، لافتين إلى إصرار لندن وواشنطن على عدم استكمال معارك تحرير محافظتي الحديدة والعاصمة صنعاء، ووقوفهما سدا منيعًا أمام الجيش الوطني والقوات المشتركة والتحالف العربي، طوال سنوات.