خالد سامي.. رحلة 100 عمل فني تنتهي في العناية المركزة

تتحل اليوم الإثنين ذكرى ميلاد الفنان السعودي خالد سامي، الذي يعد واحدا من رواد الحركة الفنية السعودية في ثمانينيات القرن الماضي..

خالد سامي.. رحلة 100 عمل فني تنتهي في العناية المركزة
الفنان السعودي خالد سامي

(الأول) رقية عنتر:

ولد خالد حمد الدسيماني، الذي اشتهر باسم خالد سامي، بمدينة بريدة يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 1961 في منطقة القصيم شمال نجد، دلف إلى مجال الفن عبر بوابة البرامج التلفزيونية لكنه على مدار نحو 40 عاما من النشاط الفني نجح في ترك بصمته بمختلف الفروع من الدراما إلى المسرح والسينما.

بدأ خالد، أحد أبناء الجيل الثاني من جمعية الثقافة والفنون في السعودية، حياته الفنية في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، بعدما تعرف إلى الممثل محمد الكنهل خلال إخراجه إحدى مسرحيات الجمعية.

أول عمل له كان برنامج "أوراق ملونة"، ومنه بدأ اسمه يتردد ثم دعم انتشاره أكثر ببرنامج "من كل بستان زهرة" وعبره كان يقدم كل يوم موضوعا منفردا.

المحطة التالية كانت الدراما، وهو الفرع الذي ترك فيه بصمة كبيرة وقدم خلاله أغلب أعماله الفنية، ولم تقتصر أدواره على الدراما السعودية إذ خاض بعض التجارب في "هوليوود الشرق" بفضل إتقانه اللهجة المصرية، وأيضا قدم بعض الأدوار في الدراما السورية.

وعلى مدار سنوات نشاطه الفني التي بلغت 40 عاما تقريبا (1980 – 2019)، قدم خالد سامي ما يقرب من 100 عمل فني.

ولم يبدع خالد، الذي حاز درجة الماجستير في الإخراج من جامعة كولورادو الأمريكية، في مجال التمثيل فقط، إذ خاض تجربة التأليف مرتين، وقدم مسلسلي "الدنيا حظوظ" إنتاج 1994، و"أبوالعصافير" إنتاج 2003.

أيضا خاض تجربة الإخراج في عملين، أحدهما مسلسل "عودة عصويد" إنتاج 1985 وشارك فيه كمخرج مساعد، والثاني مسرحي بعنوان "أحلام سلوم" إنتاج 1994 وكان هو مساعد المخرج أيضا، كمان شارك في مسلسلات رسوم متحركة "مؤدي أصوات" مثل مسلسل "ليدي ليدي" إنتاج الأردن 1988.

ومن أبرز أعمال خالد سامي الخليجية: "تحت الكراسي" و"عائلة أبو رويشد"، و"طاش ما طاش"، و"شباب البومب" من الجزء 4 إلى الجزء 8، "ديليفري ديليفري"، "عائلة الدكتور سعود"، "بنات زينب"، وغيرها.

ومن الأعمال المصرية التي شارك فيها الراحل مسلسلات: "النوة"، "كوم الدكة"، "الضابط والمجرم"، "سور مجرى العيون"، "بوابة المتولي"، "عرب لندن"، وغيرها، والسورية مسلسلات: "الوسيط"، "ذئب السيسبان" وغيرهما.

المرض ينهي مسيرة خالد سامي

بعد عام 2019 لم يقدم خالد سامي أعمالا فنية لدخوله في دوامة من المشاكل الصحية، إذ كان يعاني من تليف في الكبد، تطور لاحقا إلى فشل كلوي، اضطره إلى الخضوع لعمليات غسيل الكلى.

لكن الخطوة الفارقة في حياة خالد الصحية كانت خضوعه لـ"زراعة كبد"، إذ تعرض لانتكاسة صحية خطيرة أدخلته مستشفى الحرس الوطني بالرياض في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2020، ثم دخل في غيبوبة ومكث في غرفة العناية المركزة أياما كثيرة.

وبعد مكوثه 18 يوما في العناية المركزة بدأ خالد يستجيب للمؤثرات الخارجية، ومع مطلع فبراير/شباط 2021 رفعت أجهزة التنفس الصناعي عنه وبدأ في تحريك أطرافه وعينيه.

ووصولا إلى 7 يوليو/تموز 2021، خرج نجله تركي خالد سامي ليكشف خفايا حالته الصحية، وقال إن والده مر بصعوبات خطيرة بعد توقف قلبه لمدة 4 دقائق، لكنه عاد للحياة بجهود الأطباء وإن كانت الحالة غير مستقرة.

وفي 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021 خرج نجله عن صمته وعبر عن حزنه لاستمرار غيبوبة والده مدة طويلة، ثم عاد وغرد في 19 يناير/كانون الثاني 2022 وكتب تركي أن والده في العناية المركزة وقد توقف قلبه مجددا وهو في حالة خطيرة.

وبعد عام، تحديدا في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022 توفي الفنان خالد سامي عن عمر ناهز 61 عامًا بعد معاناة طويلة مع مشاكل الكبد وغسيل الكلى وصعوبات التنفس وتوقف القلب أكثر من مرة.