كل يغني على ليلاه!!.. إحاطة المبعوث الأممي لليمن وتصفية الحسابات بين الدول العظمى!!

كل يغني على ليلاه!!.. إحاطة المبعوث الأممي لليمن وتصفية الحسابات بين الدول العظمى!!

تقرير (الأول) المحرر السياسي:

حذّر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من تداعيات التصعيد العسكري على الأوضاع الإنسانية في اليمن.. مشيراً إلى أن أي تصعيد جديد سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الملايين من اليمنيين. وجاءت تصريحات غروندبرغ خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، حيث قال: "إن التدهور الاقتصادي المستمر في اليمن يؤثر على الجميع، مشيرًا إلى استكشافه مع أطراف الصراع إمكانية توحيد البنك المركزي، واستئناف صادرات النفط، ودفع رواتب القطاع العام.. مضيفًا أن الحكومة اليمنية والحوثيين قد اتخذوا خطوات لمعالجة الأزمة الاقتصادية، إلا أن هذه التحديات الهيكلية الأوسع لا يمكن معالجتها إلا من خلال التعاون.
وتابع: "في مناقشاتنا، استكشفنا كيف يمكن للتعاون بين الأطراف أن يفتح الطريق أمام مكاسب السلام، بما في ذلك توحيد البنك المركزي، واستئناف صادرات النفط، ودفع رواتب القطاع العام بالكامل".. مشيرًا إلى تصاعد العمليات القتالية في جبهات القتال.. مؤكدًا أن الاستقرار النسبي وتحسن الظروف الأمنية للمدنيين الذي تحقق منذ هدنة 2022م قد يصبحان في خطر.. لافتًا إلى حوادث القتل المأساوية التي شهدتها محافظة تعز وأدت إلى مقتل طفلين، معربًا عن قلقه "بشأن التقارير التي تفيد بوجود عمليات عسكرية قام بها أنصار الله في قرية حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء".

أمريكا: اليمن في خطر
في كلمة لها أمام مجلس الأمن قالت نائبة الممثل الدائم لأمريكا لدى الأمم المتحدة السفيرة دوروثي شيا: "حان الوقت للرد على التهديد الحوثي المتزايد من خلال محاسبة إيران على تمكين الحوثيين من شن هجمات صاروخية بعيدة المدى على الشحن الدولي وعلى إسرائيل وهي هجمات ندينها بشدة".. مضيفة "يستمر الوضع في التدهور. ففي الأيام الأخيرة، وسع الحوثيون حملتهم لاحتجاز اليمنيين الأبرياء، مستهدفين المزيد من موظفي السفارة السابقين الذين يحاولون ببساطة القيام بوظائفهم".
وأوضحت أن جماعة الحوثي تواصل "احتجاز موظفي الأمم المتحدة والدبلوماسيين والمنظمات غير الحكومية الذين اعتقلوهم خلال الصيف، بالإضافة إلى طاقم السفينة جالاكسي ليدر - الذين أصبحوا الآن رهائن بحكم الأمر الواقع منذ أكثر من عام".. مردفة "قبل بضعة أسابيع فقط، سمعنا رواية مباشرة من أحد مقدمي التقارير الذي وصف التفاصيل المروعة لاختطافه واحتجازه غير المبرر من قبل الحوثيين. لقد تحدث نيابة عن كل أولئك الذين يقبعون حاليًا في سجون الحوثيين، غير قادرين على رؤية أحبائهم ويتعرضون لانتهاكات مروعة".. مخاطبة أعضاء مجلس الأمن "إن هذا يتركنا أمام سؤال لا مفر منه: هل سيستمر هذا المجلس في الوقوف مكتوف الأيدي في خضم مثل هذه التصعيدات؟ لا يمكننا ببساطة أن نوجه المزيد من الدعوات التي يتم تجاهلها".
وفي سياق الحديث عن الهجمات الحوثية على إسرائيل والملاحة الدولية، أرجعت السبب لدعوة واشنطن لإعادة "صياغة الصياغة التي تتطلب أن تتضمن التقارير الدورية التي يقدمها الأمين العام إلى هذا المجلس معلومات عن توفير الأسلحة المتقدمة المستخدمة في الهجمات التي أصبحت أكثر تعقيدا.. مطالبة بـ"اتخاذ إجراءات لحرمان الحوثيين من الإيرادات غير المشروعة التي تستخدمها لتمويل هجماتهم، والاعتراف بالعلاقة المتنامية بين الحوثيين والجماعات الإرهابية الأخرى مثل حركة الشباب، بما في ذلك من خلال استخدام العقوبات المستهدفة".
ودافعت عن الاتهامات الروسية لأمريكا بخصوص الغارات الأمريكية في اليمن، حيث قالت: "وعلى الرغم مما تقوله روسيا عن هذه الإجراءات وغيرها من الإجراءات السابقة، فإن الحقيقة هي أن هذه الضربات كانت متسقة مع القانون الدولي، وتم اتخاذها في ممارسة الحق الأصيل للولايات المتحدة في الدفاع عن النفس".. متطرقة للمعاناة المستمرة التي يعيشها اليمنيون، بسبب العراقيل التي يفرضها الحوثيون وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، خصوصا "الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي وغير ذلك من التحديات المذهلة"، مؤكدة أن نصف اليمنيين لا يزالون في حاجة إلى مساعدات إنسانية.
ودعت الولايات المتحدة المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم المالي للتخفيف من الأزمة الإنسانية المروعة في اليمن، وممارسة الضغوط "على الحوثيين لضمان قدرة المنظمات الإنسانية على العمل دون عوائق، ودون تدخل الحوثيين أو تهديداتهم باحتجاز موظفيها".. داعية أيضًا "إلى دعم تعزيز الحكم الفعال خلال زيارة رئيس الوزراء اليمني والوفد المرافق له إلى نيويورك الأسبوع المقبل".

بريطانيا: دعت إسرائيل تجنب البنية التحتية 
جاء ذلك في كلمة المندوبة الدائمة لبريطانيا في مجلس الأمن باربرا وودوارد، معبرة عن قلقها العميق إزاء مزاعم الحوثيين بارتكاب المزيد من الاعتقالات التعسفية وغير القانونية للمواطنين اليمنيين.. داعية مجلس الأمن، إلى الاتحاد في إدانة الاعتقالات الحوثية بأشد العبارات ومطالبة الحوثيين بـ "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، وتمكين بيئة عمل آمنة لتسليم المساعدات الإنسانية لمن هم في أمس الحاجة إليها".. مؤكدة أن تمكين بيئة عمل آمنة لتسليم المساعدات في اليمن، يعد "أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يحتاج ما يقرب من 20 مليون يمني الآن إلى المساعدة".
وتعهدت "باربرا"، بمواصلة المملكة المتحدة لدعم حرية الملاحة بما في ذلك في البحر الأحمر وخليج عدن، متطلعة "إلى تمديد ولاية قرار مجلس الأمن رقم 2722 في وقت لاحق اليوم".. مدينة الهجمات الحوثية المستمرة والمتهورة ضد المراكز السكانية الإسرائيلية.. مضيفة: "نحن واضحون بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات".
واستدرك حول حق إسرائيل في الرد على الهجمات الحوثية بقولها: "يجب أن يتم ذلك وفقا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الحاجة إلى تجنب إلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية الحيوية مثل ميناء الحديدة، نقطة الدخول الرئيسية للغذاء والإمدادات الإنسانية إلى اليمن".. مشيرة إلى أن المملكة المتحدة حازمة في دعمها للحكومة اليمنية، لافتة إلى استضافة بريطانيا حدثا هذا الشهر ـ في إشارة لمؤتمر المانحين ـ لحشد الدعم الدولي للحكومة كممثل شرعي للشعب اليمني، ومن أجل تعزيز الاستقرار والحكم المستقر.

روسيا: الضربات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية عقبة السلام
قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن انعدام الاستقرار المستمر في منطقة الشرق الأوسط يمثل عقبة رئيسية أمام التسوية السياسية والعسكرية في اليمن.. مؤكدًا على أهمية التسوية السياسية في اليمن كخطوة حاسمة لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.. مشددًا على ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي لمواجهة هذه الأزمة المعقدة.
كما أدان المندوب الروسي الضربات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية على البنية التحتية في اليمن.. معبرًا عن الحاجة إلى رد متناسب على هجمات الحوثيين الانتقامية ضد إسرائيل.

الحكومة الشرعية: غاب الإرادة الدولية
أكدت الحكومة اليمنية، أن غياب الإرادة الدولية للتعامل مع جماعة الحوثي، ساهم في هروبها من استحقاقات السلام، وزيادة التصعيد العسكري بالتزامن مع تقويضها لكل الجهود الأممية والإقليمية والدولية لإحلال السلام في البلاد الغارقة بالحرب منذ عشر سنوات، وقال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي في كلمة له، أمام مجلس الأمن في الجلسة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن): "في الوقت الذي تدين الحكومة اليمنية هجمات الكيان الإسرائيلي على اليمن وانتهاك سيادته، فإننا نحمل المليشيات الحوثية مسؤولية جر اليمن إلى ساحة صراع في المنطقة".
وحذر السعدي، جماعة الحوثي "من استمرار رهن مصير اليمن وأبناء شعبه، والزج بهم في معاركها العبثية، خدمةً لمصالح راعيها النظام الإيراني ومشروعه التوسعي في المنطقة".. مرجعًا أسباب استمرار تصعيد جماعة الحوثي، لغياب الإرادة الدولية للتعامل مع سلوكيات وممارسات الجماعة التي قال بأنها "أمعنت في ارتكاب انتهاكاتها وجرائمها البشعة بحق أبناء شعبنا اليمني، وتقويضها لاتفاق ستوكهولم الذي من خلاله سيطرت على مدينة الحديدة وموانئها، وحولتها إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ الباليستية والطيران المسير، وتهديد الامن والاستقرار الإقليمي والدولي وطرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".. داعيًا مجلس الامن والمجتمع الدولي إلى إعادة تقييم نهج التعامل مع جماعة الحوثي "وتصحيح السرديات الخاطئة" التي أدت إلى تعقيدات هذه الأزمة وإطالة امد هذا الصراع ومكنت الحوثيين "من تحدي إرادة هذا المجلس والمجتمع الدولي وتهديد دول المنطقة".
وأوضح السعدي، أن الهجمات الحوثية "ليست دفاعاً عن ابناء الشعب الفلسطيني في غزة كما تدّعي"، مؤكدا أنها "جزء من استراتيجيتها لتدمير اليمن والقضاء على أحلام وآمال وتطلعات شعبه، وفرض اجندة راعيها النظام الإيراني وتحويل اليمن إلى منصة لتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتقويض اي فرص لبناء مستقبل أفضل لليمنيين".. مضيفًا أن "تحقيق السلام الشامل في اليمن يقتضي اظهار الالتزام والرغبة الجدية من قبل هذه المليشيات نحو تحقيق السلام والانخراط بإيجابيه وحسن نية مع الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى انهاء الأزمة اليمنية، وتخلّي هذه المليشيات عن خيار الحرب والتصعيد وتغليب مصالح الشعب اليمني على مصالح قادتها وراعيها النظام الإيراني والتخلّي عن نهجها الإرهابي المزعزع للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة".. مطالبًا مجلس الأمن بـ "تحمُّل مسؤولياته في تنفيذ قراراته ذات الصلة بهذه الأزمة واتخاذ إجراءات عملية لتمهيد الطريق وخلق بيئة مؤاتيه نحو عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات الشعب اليمن".
وجدد السعدي، حرص الحكومة اليمنية على التعاطي الإيجابي مع كافة الجهود الإقليمية والأممية بهدف الوصول الى تسوية سياسية شاملة تضمن إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة استناداً على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها وفي مقدمتها القرار 2216.
ولفت إلى الانتهاكات الأخيرة لجماعة الحوثي في، قرى حنكة آل مسعود، والخشعة في قيفة رداع بمحافظة البيضاء واستهدافها بـ "الطائرات المسيرة والدبابات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال، وتفجير العديد من المنازل وبث الرعب بين النساء والأطفال، ومنعها اسعاف المصابين ووصول المواد الغذائية وقطع المياه وحرمان المزارعين من الوصول الى حقولهم الزراعية، والحرمان من الرعاية الصحية المنقذة للحياة، والدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة وعشرات العناصر الحوثية المدججة بالأسلحة، وشن حملة اعتقالات واسعة بحق ابناء هذه القرى بناءً على اتهامات ملفقة، كذريعة لتصفيتهم جسدياً او اخفائهم قسرياً وترقى هذه الاعمال الى جرائم حرب".
وأشار الى الجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي لمواجهة التحديات المتعددة ودعم جهود الحكومة اليمنية المبذولة لتأمين الخدمات والتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية، وتفعيل الأداء الاقتصادي ودعم مسار الإصلاحات الشاملة وتحسين أداء المؤسسات، والتعاطي العاجل مع تحديات الوضع الاقتصادي والخدمي.. مناشدًا الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية المانحة الى تقديم الدعم العاجل للاستجابة لأولويات المرحلة الراهنة، بما في ذلك دعم خطة الإنقاذ الاقتصادي، واستراتيجية مجلس القيادة الرئاسي للتعاطي مع هذه التحديات الناجمة عن هذه الحرب واستمرار تصعيد جماعة الحوثي وتداعياتها الكارثية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.