أرعبت أمريكا!!.. شركة (ديب سيك) للذكاء الاصطناعي التي هز أركان الكوكب

أرعبت أمريكا!!.. شركة (ديب سيك) للذكاء الاصطناعي التي هز أركان الكوكب

(الأول) متابعات:

في عالم الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، يُعتبر ليانغ وينفنغ رائدًا فكريًا له تأثير كبير في تشكيل مستقبل التكنولوجيا، حيث ساهم في تطوير تقنيات متقدمة وابتكارات ثورية غيرت من قواعد اللعبة في هذا المجال.

بفضل رؤيته الاستراتيجية وقيادته الرائدة، أصبح ليانغ وينفنغ شخصية محورية في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث أسس شركة Deepseek ودمج بين العلم والإبداع لتقديم حلول تقنية مبتكرة تساعد الشركات على تحسين اتخاذ القرارات والوصول إلى كفاءة أعلى، مما جعله رمزًا للابتكار والريادة في هذا المجال.
تحت قيادة ليانغ وينفنغ، تطورت شركة Deepseek إلى منصة رائدة للابتكار في مجالات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، حيث تهدف إلى فتح أبوابًا جديدة للابتكار وتحقيق التميز في حلول تقنية متقدمة.
من خلال رؤيته الاستراتيجية وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص، تحول ليانغ وينفنغ من رائد أعمال إلى شخصية ملهمة تلهم الآخرين للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لصياغة مستقبل أفضل.

النشأة وبداية الشغف بالذكاء الاصطناعي  
نشأ ليانغ وينفنغ في مقاطعة قوانغدونغ، التي شهدت نموًا اقتصاديًا كبيرًا خلال الثمانينيات والتسعينيات، حيث كانت مقاطعة قوانغدونغ في طليعة التحولات الاقتصادية في الصين، مع تبني نظام رأسمالية السوق الذي فتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية والتنمية الاقتصادية السريعة.
هذه البيئة الاقتصادية الناشئة قد تكون قدمت له الدافع والفرص التي ساهمت في تشكيل رؤيته الاستراتيجية وتحفيزه على أن يصبح رائدًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من أن بيئة ليانغ وينفنغ في مقاطعة قوانغدونغ كانت تشجع على بدء الأعمال التجارية والابتكار، إلا أنه اختار مسارًا مختلفًا، حيث ركز على التعليم والبحث. هذا القرار دليل على تفانيه في التعلم وتحقيق المعرفة، وهو ما قاده في النهاية إلى أن يصبح واحدًا من أبرز العقول في مجال التكنولوجيا الحديثة، خاصة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
كان ليانغ وينفنغ مستلهمًا من جيم سيمونز، عالم الرياضيات الأمريكي ورائد الأعمال، الذي قاد شركة Renaissance Technologies إلى الثورة في عالم الاستثمار من خلال تطبيق النماذج الرياضية. تأثر ليانغ بشكل كبير بفكر سيمونز، لدرجة أنه كتب مقدمة النسخة الصينية من سيرة سيمونز.
يذكر ليانغ أن كلمات سيمونز كانت مصدر إلهام له في الأوقات الصعبة، حيث كان يردد على نفسه قول سيمونز "يجب أن تكون هناك طريقة لنمذجة الأسعار"، مما يشير إلى تأثير الفكر الرياضي على نهجه في العمل والابتكار.

المسار التعليمي
بدأ ليانغ وينفنغ مسيرته الأكاديمية في سن السابعة عشر بالالتحاق بجامعة تشجيانغ، واحدة من الجامعات الرائدة في الصين، حيث درس هندسة الإلكترونيات والاتصالات. ثم واصل تعليمه العالي في نفس الجامعة، حيث حصل على شهادة في هندسة المعلومات والاتصالات.
هذا الأساس الأكاديمي القوي أعدّ ليانغ للتميز في مجال التكنولوجيا، حيث استفاد من البرامج التعليمية المتقدمة والبحث العلمي في جامعة تشجيانغ لتعزيز مهاراته ومعارفه في مجالات الهندسة والإلكترونيات والاتصالات.
بعد تخرجه من الجامعة، اختار ليانغ وينفنغ مسارًا غير تقليدي، حيث بدأ في دمج الذكاء الاصطناعي بالتمويل، مما شكل انطلاقةً لمسيرته الناجحة في عالم التكنولوجيا والابتكار. من خلال هذا التوجه، استطاع ليانغ الجمع بين معرفته الأكاديمية ومهاراته الفنية لتطوير حلول مبتكرة في مجال التمويل، مما مهد الطريق لتأسيسه لشركة Deepseek فيما بعد.

  الانطلاقة في عالم التمويل  
بدأ ليانغ وينفنغ مسيرته المهنية في عالم التمويل، حيث استخدم شغفه بالتكنولوجيا لدمج الذكاء الاصطناعي في تحليل الأسواق المالية. من خلال هذا التطبيق، استطاع ليانغ تحليل البيانات المالية بشكل أكثر دقة وفعالية، مما ساعده على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة ومبتكرة. هذا التفاعل بين التكنولوجيا والتمويل شكل أساسًا لمسيرته الناجحة في عالم الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
استمر ليانغ وينفنغ في تطوير مسيرته المهنية في عالم التمويل والاستثمار، حيث أسس في عام 2013 شركة Hangzhou Yakebi للاستثمار، التي ركزت على تقديم حلول استثمارية مبتكرة للمستثمرين.
كما أسس في عام 2015 شركة Zhejiang Jiuzhang لإدارة الأصول، التي هدفها إلى تقديم خدمات إدارة الأصول الفعالة للمستثمرين. من خلال هذه الشركات، استطاع ليانغ تطبيق معرفته بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في عالم التمويل والاستثمار.
في عام 2015، أطلق ليانغ وينفنغ High-Flyer AI، صندوق التحوط الكمي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي والنماذج الرياضية المتقدمة للتنبؤ باتجاهات السوق المالية.
هذا الصندوق كان من أوائل الأمثلة على تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة الأصول، وقد حقق نجاحًا كبيرًا، حيث بلغت قيمة محفظته الاستثمارية أكثر من 100 مليار يوان. هذا الإنجاز دليل على قدرة ليانغ على دمج التكنولوجيا والرياضيات لتحقيق نتائج استثمارية ممتازة.
كان ليانغ وينفنغ رائدًا في تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الاستثمار، حيث قام بتطوير خوارزميات تحليلية متقدمة لتتبع الأسواق وتحليل البيانات المالية.
هذه الخوارزميات، التي تعتمد على النماذج الرياضية والذكاء الاصطناعي، سمحت بتحليل البيانات المالية بطرق أكثر دقة وفعالية، مما ساعد في اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة ومبتكرة. من خلال هذا العمل الرائد، أصبح ليانغ واحدًا من أوائل الشخصيات التي طبقت الذكاء الاصطناعي بنجاح في قطاع الاستثمار.

التحول نحو الذكاء الاصطناعي
كان طموح ليانغ وينفنغ يتجاوز مجال التمويل، حيث كان يهدف إلى إحداث تأثير أكبر في مجال الذكاء الاصطناعي العام (AGI). هذا الهدف دفعه إلى الاستثمار المبكر في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الصين، مما يعكس رؤيته الاستراتيجية لتحقيق تقدم كبير في هذا المجال.
من خلال هذا الاستثمار، سعى ليانغ إلى دعم تطوير التكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، مما ساهم في تعزيز قدرات الصين في هذا المجال الحيوي.
في عام 2019، أطلق ليانغ وينفنغ مشروع "هاي فلاير AI"، الذي كان يهدف إلى تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المالية.
من خلال هذا المشروع، استخدم ليانغ تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتحليل البيانات المالية وتقديم رؤى قيمة للمستثمرين والشركات. هذا المشروع كان خطوة مهمة في مسيرة ليانغ، حيث أظهر قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين اتخاذ القرارات المالية وتحقيق نتائج استثمارية أفضل.

ذكاء اصطناعي جديد ومبتكر
في عام 2021، بدأ ليانغ وينفنغ في تجميع آلاف معالجات الرسوميات من Nvidia لمشروع ذكاء اصطناعي جديد ومبتكر. ومع ذلك، تعقبت هذه الخطوة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، التي فرضت قيودًا على تصدير تلك الشرائح إلى الصين.
هذا التطور المفاجئ دفع ليانغ إلى البحث عن حلول بديلة، مما أظهر مرونته وقدرته على التكيف مع التحديات غير المتوقعة. من خلال هذا الجهد، استمر ليانغ في السعي لتحقيق تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، حتى في مواجهة العقبات والتحديات.
في عام 2023، أسس ليانغ وينفنغ شركة Deepseek، التي كانت تركز على تطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI) وتحقيق تقدم كبير في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، ركزت شركة Deepseek على تعظيم استخدام المعالجات المتاحة في الصين، بهدف تعويض نقص شرائح Nvidia التي كانت محظورة للتصدير إلى الصين. من خلال هذا الجهد، سعى ليانغ إلى تعزيز قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستقلال التكنولوجي.

ليانغ وينفنغ.. رؤية المستقبل
منذ بداية مسيرته، كان ليانغ وينفنغ أكثر من مجرد رجل أعمال تقني، بل كان صاحب رؤية بعيدة المدى تسعى إلى جعل الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في تطوير الأعمال والاقتصاد.
من خلال جهوده المثابرة وتصوره الاستراتيجي، استطاع ليانغ خلال سنوات قليلة أن يضع بصمته الواضحة في عالم التكنولوجيا، ليصبح واحدًا من أبرز الأسماء في هذا المجال. إنجازاته وتأثيره على عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لا تُقدر بثمن، حيث ساهم في تشكيل مستقبل التكنولوجيا والابتكار في الصين والعالم.
أصبح ليانغ ونفينغ، المؤسس المشارك لشركة DeepSeek الصينية، شخصية بارزة في صناعة التكنولوجيا في الصين خلال فترة قصيرة. يُعتبر ليانغ ونفينغ رمزًا للأمل في التغلب على القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير التقنيات المتقدمة إلى الصين. وتأتي أهمية ليانغ ونفينغ من دوره في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في شركة DeepSeek، والتي تُعتبر واحدة من الشركات الصينية الرائدة في هذا المجال.

ندوة مغلقة
ليانغ، المؤسس المشارك لشركة DeepSeek، ظل بعيدًا عن الأضواء حتى الأيام الأخيرة، حيث طُلب منه مؤخرًا إلقاء خطاب في ندوة مغلقة استضافها رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ. هذا الدعوة تعكس الدور المتنامي الذي تلعبه شركته في مشهد الذكاء الاصطناعي الصيني، خاصة مع إطلاق نموذج DeepSeek-V3، الذي يُعتبر خطوة كبيرة في تعزيز مكانة الصين في مجال الذكاء الاصطناعي.
دعوة ليانغ لمشاركة رؤيته بشأن سياسات الحكومة الصينية تعكس اعترافًا من بكين بأهمية DeepSeek في تغيير موازين الذكاء الاصطناعي العالمي لصالح الصين. يُعتبر هذا التطور خطوة مهمة في جهود الصين لتعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تقدم شركة DeepSeek في تطوير نماذج لغوية متقدمة مثل DeepSeek-V3.
هذه الدعوة تعكس أيضًا التزام الحكومة الصينية بدعم الشركات المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز قدرتها على المنافسة على المستوى العالمي. يُعتقد أن هذا الدعم سيساهم في تعزيز مكانة الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية في هذا المجال.

نجاحات DeepSeek
تحت قيادة ليانغ، حققت DeepSeek نجاحًا كبيرًا في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي متقدم، الذي يُعتبر قادرًا على مجاراة، بل وربما التفوق على OpenAI، الشركة المطورة لنظام ChatGPT. يُعتبر هذا الإنجاز خطوة مهمة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويعكس التزام DeepSeek بتحقيق التميز في هذا المجال.
يخطط ليانغ والمؤسسون المشاركون في DeepSeek للتركيز على تطوير نماذج متقدمة يمكن للشركات الأخرى استخدامها لإنشاء تطبيقات ذكاء اصطناعي موجهة للمستهلكين والمؤسسات. هذا الهدف يُعتبر خطوة استراتيجية مهمة، حيث يهدف إلى تعزيز مكانة DeepSeek كشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز قدرتها على دعم الشركات والمؤسسات في تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي متقدمة.

رؤيته لصناعة الذكاء الاصطناعي
في مقابلة نادرة أجريت مع ليانغ في يوليو/تموز 2024، أعرب عن رؤيته لصناعة الذكاء الاصطناعي في الصين، قائلاً: "لا يمكن للذكاء الاصطناعي الصيني أن يظل متفرجًا إلى الأبد." هذه التصريحات تعكس التزام ليانغ بتعزيز مكانة الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعكس رغبته في أن تصبح الصين لاعبًا رائدًا في هذا المجال.
يبدو أن ليانغ يعتقد أن الصين لا يمكنها الاستمرار في اللعب دور المتفرج في مجال الذكاء الاصطناعي، بل يجب أن تأخذ دورًا أكثر نشاطًا في تطوير وتطبيق هذه التقنيات. هذه الرؤية تتماشى مع جهود الحكومة الصينية لتعزيز مكانة البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعكس التزام الشركات الصينية مثل DeepSeek بتحقيق التميز في هذا المجال.
وفقًا لوكالة رويترز، كشفت مقابلات ليانغ عن رؤيته لصناعة التكنولوجيا في الصين، حيث يعتقد أن الصناعة وصلت إلى مفترق طرق. يرى ليانغ أن الصناعة تعاني من نقص الثقة، رغم وفرة رأس المال، مما يعيق قدرتها على تحقيق اختراقات جوهرية في البحث والتطوير.

تحديات الصناعة الصينية
هذا الرأي يعكس تحديات الصناعة الصينية، التي تعاني من نقص الثقة بسبب العوامل الاقتصادية والسياسية. يعتقد ليانغ أن هذا النقص في الثقة يؤثر سلبًا على قدرة الصناعة على الاستثمار في البحث والتطوير، مما يؤدي إلى تأخير في تحقيق اختراقات جوهرية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي.
يبدو أن ليانغ يعتقد أن الصناعة الصينية تحتاج إلى بناء الثقة والاستثمار في البحث والتطوير لتحقيق التقدُم في مجالات التكنولوجيا.
يعبر ليانغ عن وجهة نظره حول صناعة التكنولوجيا في الصين، مشيرًا إلى أن التركيز الرئيسي للصناعة خلال الثلاثين عامًا الماضية كان على تحقيق الأرباح أكثر من الابتكار. يرى ليانغ أن الابتكار والإبداع لا يمكن أن يتحققا فقط من خلال قطاع الأعمال، بل يتطلبان أيضًا الفضول والشغف بالاكتشاف.

أهمية الابتكار والإبداع
هذه التصريحات تعكس رؤية ليانغ حول أهمية الابتكار والإبداع في صناعة التكنولوجيا، وتعكس رغبته في أن تأخذ صناعة التكنولوجيا في الصين دورًا أكثر نشاطًا في تطوير تقنيات جديدة ومبتكرة. يبدو أن ليانغ يعتقد أن التركيز على الابتكار والإبداع سيساهم في تعزيز مكانة الصين في مجال التكنولوجيا، وسيسمح للصناعة بالتطور بشكل أسرع وأكثر استدامة.
اليوم، تضم شركة DeepSeek فريقًا من الخبراء والمهندسين الذين تخرجوا من أرقى الجامعات الصينية، بما في ذلك خريجي وطلاب الدكتوراه. يعتقد ليانغ أن هؤلاء الخبراء يفضلون العمل في شركته بسبب التحديات الكبيرة التي تعالجها في مجال الذكاء الاصطناعي.
يبدو أن ليانغ يعتقد أن العمل في شركة DeepSeek يوفر فرصًا فريدة للخبراء والمهندسين للعمل على مشاريع تحديات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا يعتبر عاملاً جاذبًا للخبراء والمهندسين الذين يبحثون عن تحديات جديدة ومهمة في مجال عملهم.
من خلال توظيف نخبة من الخبراء والمهندسين، تهدف شركة DeepSeek إلى تعزيز قدرتها على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وتحقيق مكانة رائدة في هذا المجال.