مدير عام مكتب التخطيط بالمهر: نأمل تعويض المتضررين في المناطق المنكوبة وإعادة بعض الخدمات الأساسية بالمهرة
أغلب المنظمات تنسق وبشكل جيد مع مكتب التخطيط والتعاون الدولي لكي نتفادى الازدواجية...
(الأول) خاص:
تعد مكاتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي في أي محافظة من المكاتب التي تختص بمهام السياسة التخطيطية للمحافظة المعنية من خلال إجراء البحوث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية واعداد استراتيجيات التنمية، وتحديد سياسات تنمية القطاع الخاص وتوفير البيئة المناسبة لاستثماراته، وإعداد وتنفيذ السياسات القطاعية والإقليمية والمحلية ووضع أولويات الاستثمار فيها وتنفيذها وتقييمها، ودعم وتطوير النظام الإحصائي وتطبيقاته في مختلف المجالات وتوزيع المخصصات المالية من مصادرها لصالح مشاريع التنمية وفقًا للأولويات والإشراف على الانفاق على المشروعات الممولة بقروض ومساعدات ومِنح بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وغيرها من الاختصاصات.
وفي حوار لمدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة المهرة الأستاذ علي سالم بن محيسن بلحاف تحدث:
حاوره / عبدالعزيز بامحسون
> في البداية هل ممكن أن نتعرف من خلالكم على المهام التي يضطلع بها مكتب الوزارة بمحافظة المهرة؟
كما تعلمون أن مكتب الوزارة دائمًا ما يسعى إلى تنفيذ سياسات وتوجهات الوزارة الرامية إلى تحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطن اقتصاديا واجتماعيا ويعد أحد المكاتب التنفيذية للسلطة المحلية في المحافظة، ويسعى مع بقية المكاتب والهيئات والمصالح في تحسين مستوى الخدمات من خلال المشاركة في إعداد الخطط والبرامج الاستثمارية، والتكامل التي تقع على عاتق مسئوليته الكبيرة تخطيط سياسة المحافظة لذا فان المكتب هو المحور الرئيس في هذه العملية بحسب الإمكانيات المتاحة له، وبما أننا ذكرنا البرامج الاستثمارية لابد لنا أن نذكر أن كافة البرامج الاستثمارية (المشاريع) منذ ٢٠١٥م تمولها السلطة المحلية بالمحافظة كون الدعم المركزي توقف، منذ أن اجتاحت ميليشيات الحوثي العاصمة المؤقتة عدن وأصبحت السلطات المحلية هي من تتحمل تكاليف تنفيذ المشروعات ولازالت تتحملها بالرغم من عودة الحكومة إلى عدن، كما نجدها فرصة ومن خلالكم لنلفت نظر أصحاب القرار أن محافظة المهرة ليست مثل ما كانت عليه من قبل فهي تشهد نمو سكاني وعمراني متسارع خاصة في المدن الرئيسة وهذا الأمر من الطبيعي أن; يؤدى إلى زيادة الطلب على الخدمات وبشكل كبير وما يضاعف هذا التحدي هو تعرض المحافظة لعدة أعاصير وكان آخرها إعصار تيج الذي خلّف أضرار كبيرة في مختلف المجالات، كما أنه من المهام التي يضطلع بها المكتب هو رفع احتياجات المحافظة من المشاريع وغيرها إلى الوزارة ومتابعتها والإشراف ومتابعة برامج المنظمات الإقليمية الدولية وتقييمها، والمشاركة من خلال وحدة نظم معلومات الأمن الغذائي بمكتب التخطيط والتعاون الدولي في عملية جمع المعلومات الأمن الغذائي وتحليلها ونشرها على المستوى المحلي والوطني لمساعدة الجهات المعنية في اتخاذ القرارات المناسبة، وتنسيق جهود الإغاثة في حالات الطوارئ والكوارث، وتسهيل مهام كافة المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في إطار المحافظة.
> ما هي المشاريع التي استفادت منها محافظة المهرة من خلال وزارة التخطيط والمنظمات؟
وزارة التخطيط والتعاون الدولي بدورها لديها العديد من المهام والاختصاصات وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة اهتمام قيادة الوزارة بمحافظة المهرة، كون المحافظة ظلت لفترة طويلة محرومة من أغلب الخدمات وأن توفرت بشكل محدود ولا تلبي كافة الاحتياجات ورفع أهمها ذات الأولوية وتوضيح المعاناة التي يعيشها السكان، وعلى هذا الأساس قام المكتب بعمل مصفوفة احتياجات ذات الأولوية ورفعها إلى الوزارة وقد لمسنا اهتمام وتجاوب إلى حدٍ ما، وبطبيعة الحال الوزارة ليس جهة ممولة وإنما التمويل يأت من مصادر خارجية عبر المنظمات الدولية والإقليمية وغيرها لتنفيذ البرنامج والمشاريع المختلفة بناء على طلب الوزارة وفقًا للمتطلبات الأساسية والأولويات.
وكان من أهم المشاريع على سبيل الذكر لا للحصر:
ــ أنشأ جزء من دفاعات جابيونية (برنامج الغذاء العالمي) لحماية مدينة الغيضة والجزء الآخر وهو الأكبر تكفلت به السلطة المحلية.
ــ دعم الفئات الأشد احتياج بالسلال الغذائية وبشكل دوري ومنظم (برنامج الغذاء العالمي).
ــ أنشأ (8) مدارس نموذجية، ومشروع توريد وتركيب مضخات ومولدات كهرباء لعدد من آبار المياه، وتأهيل جزء من شوارع مدينة الغيضة بتمويل من البرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن.
ــ أنشأ وحدات سكنية بمديرية المسيلة، وانشاء وتشغيل مراكز الغسيل الكلوي بمدينة الغيضة بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما قدم المركز مساعدات غذائية وإيوائية.
ــ أنشأ وحدات سكنية للنازحين والمتضررين من إعصار لبان بمديرية المسيلة بتمويل من منظمة الأوتشا.
ــ دعم عدد من المدارس والوحدات السكنية بمنظومات طاقة شمسية في مختلف مديريات المحافظة بتمويل من مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS).
ــ منظومات طاقة شمسية مع المكونات الأخرى (مضخات وأنابيب) لعدد (١٤) بئر ماء.
ــ تأهيل وترميم عدد من المدارس والوحدات الصحية ومرافق المياه بتمويل من مشروع دعم الاستقرار التابع للوكالة الألمانية GIZ)).
وهنالك عدد من المنظمات الأخر التي تقدم بعض المشاريع الخدمية والتنموية المحدودة.
وفي فترات سابقة قدم الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات غذائية وبكميات جيدة.
ولا زلنا في مكتب التخطيط والتعاون نتواصل مع عدة منظمات الدولية التي سوف تقدم مشاريع للمحافظة بإذن الله تعالى.
> هل لكم إشراف مباشر على عمل المنظمات الدولية، وكيف الرقابة على عمل تلك المنظمات؟
بشكل عام المكتب يشرف ويتابع عمل المنظمات الدولية، ولكن في الجانب الفني نستعين بالجهات المستفيدة من المشروع كونها جهة ذات العلاقة وأولى بالإشراف الفني.
> هل هناك تنسيق تام في عمل المنظمات الدولية؟
أغلب المنظمات تنسق وبشكل جيد مع مكتب التخطيط والتعاون الدولي لكي نتفادى الازدواجية وأن تكون هذه المشاريع في المناطق الأكثر احتياج، ولهم منا كل الاحترام والتقدير على كل ما يقدمونه ونحن مستعدون دائما لتذليل كافة الصعوبات أمام أي منظمة، ومكتبنا مفتوح لها والطاقم الإداري والفني في خدمتهم وخدمة المواطن، ولكن هناك بعض المنظمات وعبر شركائهم المحليين ينفذون مشاريع دون الرجوع للمكتب يكتفون بالتنسيق مع الجهات المستفيدة أو بعض السلطات المحلية في المديريات وهذا ما خلق إشكالية كبيرة، فضلًا عن المخالفة للقانون وبهذا الشأن وجه الأخ المحافظ توجيه واضح وصريح لكل الجهات الحكومية في المحافظة بعدم التعامل مع أي منظمة دون الرجوع لمكتب التخطيط والتعاون الدولي كونها الجهات المعنية سواء نفذ المشروع عبر المنظمات الدولية أو شركائهم، وهذه الإشكالية لازالت موجودة رغم تعميم الأخ المحافظ وكذلك تعميم وزير التخطيط والتعاون الدولي، ونحن بصدد رفع بأسماء المخالفين لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها سواء الجهات المستفيدة أو المنفذة والممولة وهي محدودة.
> ما هو دور البرنامج السعودي لتنمية إعمار اليمن والهلال الأحمر الإماراتي في دعم قطاعات البنية التحتية في محافظة المهرة؟
كما أسلفت .. البرنامج السعودي لتنمية إعمار اليمن كان ولازال الداعم الرئيسي لمختلف المشاريع فنحن من جانبنا نثمن كل الجهود التي نفذها خصوصًا في تطوير البنى التحتية، فقد قدم عدة مشاريع مثل تحسين شبكات وخطوط الكهرباء بمدينة الغيضة، كما ينفذ حاليًا مشروع حيوي وهو مشروع مدينة الملك سلمان الطبية وهو في مراحل متقدمة وبمواصفات عالمية والحديث عن هذا المشروع العملاق يطول، ومشروع المعهد التقني والمهني، وهذا ليس بجديد على البرنامج السعودي لتنمية إعمار اليمن أو مركز الملك سلمان الذين نفذوا مشاريع تنموية وخدمية أخرى.
أما الهلال الأحمر الإماراتي فقد قدم مساعدات غذائية في السنوات الماضية ومعدات طبية ومركبات إسعاف ونتمنى أن يستمر الدعم من الأشقاء في دول الخليج.
> إلى أين وصلتم في تعويض المتضررين من الاعصارات المدارية وآخرها إعصار (تيج) الذي ضرب المحافظة في أكتوبر من العام الماضي؟
إلى الآن لم يعوض المتضررين عن الخسائر التي لحقت بهم،; وفي هذا الجانب كلف الأخ المحافظ لجنة متخصصة بحصر الأضرار، وقد رفع التقرير إلى السلطة المحلية والحكومة، فليس من السهل تعويض المتضررين خلال فترة وجيزة، ذلك كما ذكرت الأضرار كبيرة وفي مختلف المجالات و الممتلكات الخاصة بالرغم من المساعدات التي قدمت من قبل السلطة المحلية وبعض المنظمات الدولية والإقليمية وهي مساعدات غذائية وايوائية وحاولت السلطة المحلية عمل ما يلزم بحسب الإمكانيات إعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه الطرقات وغيرها،; ولازال العمل جارٍ العمل فيها، ونتوقع تدخل الحكومة والمنظمات في هذا الشأن فلا يمكن للسلطات المحلية في المحافظة أو المديريات أن تعيد إعمار منازل المتضررين أو إعادة تأهيل الطرقات والجسور وشبكات المياه والكهرباء المتضررة، ونحن نعلم وندرك قدراتها وامكانياتها; ما لم تساندها الحكومة والمنظمات.
ولا أخفي عليك حجم معاناة الناس في المناطق المنكوبة فهم بلا مأوى وهم بحاجة إلى مزيد من الخدمات والوضع هناك صعب للغاية، ونأمل تعويضهم قريبًا.
> هل هناك خطة تطوير مستقبلية لمحافظة المهرة في كل القطاعات؟
أي إدارة لا بد لها من خطة لكي تمارس نشاطها وتنفذ برامجها وتقيم الأداء والنتائج ونحن في محافظة المهرة لدينا خطط قصيرة المدى تعمل عليها السلطة المحلية، كما عمل مكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمحافظة مع بقية المكاتب وبإشراف السلطة المحلية خطة استراتيجية متوسطة المدى وقد تم إرسالها إلى الوزارة لإيجاد التمويل اللازم، ونحن متفائلون جدًا بأن يتحسن الوضع وترجع الأمور إلى طبيعتها وتتمكن الحكومة والسلطات المحلية من تنفيذ البرامج والخطط.
> أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجه أداء وسير عملكم؟
لا يخلو أي عمل من الصعوبات والتحديات ولكن بفضل من الله وتوفيقه ثم دعم السلطة المحلية وفريق العمل نتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجهنا .. ولكن دائما ما نظل إلى السعي إلى الأفضل، ونحن وضعنا أهداف رئيسية في مقدمتها خدمة المجتمع وكل ما تحقق بفضل الله.
> كلمة أخيرة تود قولها؟
في الأخير لا يسعني إلا أن أشكر وأثمن الجهود الذي يبذلها معالي وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب ومحافظ محافظة المهرة الأستاذ محمد علي ياسر في دعم مسيرة وتحقيق التنمية في المحافظة، ونشكركم على هذه المقابلة والفرصة الثمينة التي حظينا بها لتعريف القارئ الكريم على مهام وإنجازات مكتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي بالمهرة.