الفرصة التاريخية.. بعد تصنيف الحوثيين هل تتبعه إجراءات رادعة؟!
(الأول) غرفة الأخبار:
بعد قرار أمريكي بإعادة تصنيف الحوثي منظمة إرهابية، تجد الشرعية اليمنية نفسها مطالبة بضبط تفاعلات الأطراف المختلفة لتحقيق سلام شامل. لكن لا تزال المخاوف قائمة لدى اليمنيين من ضياع الفرصة التاريخية.
ويجمع اليمنيون، بمن فيهم خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية تحدثوا بتقرير نشره موقع "العين الإخبارية" اليوم، على أن تصنيف الحوثيين لن يكون مجديًا ما لم تتبعه إجراءات ردع "صارمة" عسكرية أو اقتصادية، من شأنها إحداث أثر حاسم وملموس على الجماعة.
فعلى مستوى الردع العسكري، تحدثت مصادر إعلامية إقليمية عن خطة جديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقضي بإنهاء عمليات "حارس الازدهار"، وتشكيل تحالف دولي جديد لتوجيه ضربة قاضية للحوثيين، على غرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش.
ومحليًا، صادق المجلس الرئاسي مؤخرًا على استراتيجية ردع شاملة للحوثيين، تتضمن مسارات سياسية، واقتصادية، وعسكرية، لكن هذا المكسب الأهم يتطلب أولًا انسجامًا وحلحلة الملفات المتعثرة جنوبًا، وفقًا للخبراء.
يُغلق تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية أجنبية ثغرة قانونية في تجميد أموال داعمي الجماعة، كما يضع أساسًا قانونيًا لتحركات دولية وإقليمية أوسع ضدها.
لكن كيف يمكن لليمن استثمار هذه النقطة؟ سؤال يجيب عنه رئيس تحرير صحيفة "الثوري" سابقًا، خالد سلمان، بقوله: "هناك ضرورة لتداخل التوجهات المحلية للشرعية وحلفائها الإقليميين مع التوجه الدولي لإدارة ترامب، التي تحمل مقاربة إنشاء تحالف دولي جديد".
وقال سلمان: "ما نعرفه مسبقًا بالاستنتاج، وبمقاربة دراسة مواقف ترامب السابقة، هو أن تحالفًا جديدًا سينشأ، يغادر فيه ردة الفعل إلى الموقف الفاعل لاستعادة زمام المبادرة.. على أن يتم اعتماد خطة انقضاض حاسمة عبر استراتيجية الحرب الخاطفة".
وأوضح أن ثمة استدارة كاملة للصراع في اليمن، إذ باتت المليشيات "جماعة تتماثل عملية حصارها مع داعش، حيث لا حوار مع الإرهاب"، وهنا تبرز رسائل أمريكية لدول إقليمية تدعوها إلى فك الارتباط مع الحوثي وترحيل قياداته.
وأشار إلى ضرورة تداخل التوجه الدولي من خلال "إعادة تأهيل الجيش والقوات العسكرية المحلية، ودعم النشاطات المكثفة لتوحيد الجهد العام بغية تنفيذ الجزء المخصص لهذه القوات في سياق خطة التغيير الشامل"، لافتًا إلى أن "الحوثي، إلى جانب كونه مشكلة إقليمية دولية، فهو مشكلة يمنية بامتياز".
تجاوز الحوثيين لما تعتبره العديد من العواصم العالمية "خطوطًا حمراء"، جعلهم يشكلون تحديًا عالميًا، وذلك بعد أن أطلقت الجماعة، كأول منظمة إرهابية، صواريخ باليستية مضادة للسفن، من بلد يحتل موقعًا جيوسياسيًا حساسًا على أربعة ممرات ملاحية استراتيجية.
لكن هذا التغير الدولي لم يتم التقاطه واستغلاله على الوجه الأمثل، وظهرت الحكومة اليمنية مكبلة بالمواقف الإقليمية، وهي لحظة خطيرة وفارقة تعيشها الشرعية، وفق الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، سعيد بكران.
وحث بكران، الحكومة الشرعية اليمنية على "تجاوز هذا المأزق والتعامل مع مليشيات الحوثي بمرونة شديدة، واللعب بجودة عالية، عبر توسيع الفجوة بين صقور الجماعة وجناح الحمائم، لتفكيكها من الداخل".
وأكد أن "هذا الخيار يستلزم درجة عالية من الانسجام في صفوف الشرعية، وهي الخطوة الأهم الآن، إذ يفتح التوافق بأعلى درجاته داخل أروقة وأجنحة الشرعية الطريق إلى تسريع وتيرة المعركة لردع مليشيات الحوثي".
وأضاف: "علينا أن نكون صريحين، فالتوافق الشمالي - الجنوبي هو مفتاح السير بالاتجاه الصحيح، وسنظل نقول دون مواربة إن طريق صنعاء يمر من عدن فيما يخص المعادلات الوطنية"، وهو إشارة أيضًا إلى الحاجة لنموذج قادر على سد الفراغ بعد تطهير شمال اليمن من الانقلاب الحوثي.