تقرير : حماس تكشف عن قدرات ومهارات جديدة وغير مسبوقة في الحرب على غزة.. تعرفوا عليها
في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس الجمعة، كشف الجيش الإسرائيلي عن استخدام "حماس" طرقا جديدة ومبتكرة لنصب الكمائن لجنوده في غزة، بما في ذلك من خلال دمى أطفال تصدر أصواتا باللغة العبرية.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي رصد "منطقة مفخخة" في مدينة جباليا، حيث "تصدر دمى الأطفال، المتصلة بمكبرات الصوت، أصوات بكاء من أجل جذب المقاتلين في اتجاههم - بالقرب من فتحة النفق".
ارتفاع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي
وبحسب الجيش، فإن "المنطقة ضمت مكبرات صوت مثبتة على دمى، بالإضافة إلى حقائب أطفال كانت موجودة بالقرب من فتحة نفق كبير يؤدي إلى شبكة من الأنفاق".
كما تستخدم "حماس" أسلحة مختلفة ومتعددة، من بينها أسلحة مضادة للدبابات بعبوات متفجرة مزدوجة تنفجر على مرحلتين في تتابع سريع، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة المزودة بالقنابل اليدوية.
فيما يعكس ارتفاع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في غزة، رغم توغله في مساحة كبيرة من القطاع، مدى براعة حركة حماس في استخدام أسلوب "حرب العصابات" وترسانتها الكبيرة من الأسلحة.
ومنذ السابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول، وهو موعد بدء الحرب البرية الإسرائيلية على قطاع غزة، قُتل نحو 110 من الجنود والضباط الإسرائيليين خاصة مع توغل الدبابات وجنود المشاة في المدن ومخيمات اللاجئين الفلسطينية في القطاع، وربع هذا العدد تقريبا من أطقم الدبابات.
شبكة "الأنفاق"
من جانبه، أكد يعقوب عميدرور، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد ومستشار الأمن القومي السابق، في تصريحات صحفية، أنه "لا يمكن مقارنة نطاق الحرب الدائرة على غزة حاليا، بحرب "الجرف الصامد" في العام 2014، عندما كانت عمليات قواتنا لا تتجاوز في الغالب كيلومترا واحدا داخل غزة".
وأوضح عميدرور أن الجيش الإسرائيلي لم يجد بعد حلا جيدا للأنفاق داخل القطاع، وهي شبكة توسعت بصورة كبيرة خلال العقد الماضي.
فيما أشار أوفير فولك، مستشار بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية، إلى أن الأنفاق كانت تمثل تحديا منذ اليوم الأول، وأن الهجوم البري داخل غزة سيكون له ثمن باهظ في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وشدد فولك على أن إسرائيل تدرك جيدا أنه يتعين عليها دفع ثمن إضافي لإكمال المهمة المفترضة في غزة.
بينما أوضح إيال بينكو، المسؤول السابق في أجهزة الأمن الإسرائيلية، أن حركة حماس اتخذت بعض الخطوات الكبيرة والمهمة لبناء قوتها منذ حرب "الجرف الصامد" في العام 2014.
أسلحة محلية الصنع
وأشار بينكو إلى أن "إيران ساعدت حركة حماس الفلسطينية في تهريب بعض الأسلحة المتطورة، على رأسها صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات"، مضيفا أن "حماس" أتقنت صنع أسلحة أخرى في قطاع غزة، محلية الصنع، مثل القذائف الصاروخية من طراز "آر.بي.جي-7".
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن عناصر حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية أصبح لديهم الآن احتياطي أكبر من الذخائر.
وفي حادثة غير مسبوقة، نشرت حركة حماس لقطات فيديو عبر حسابها الرسمي على "إكس"، تظهر كاميرا تخرج من نفق في ما يشبه المنظار لمسح معسكر إسرائيلي تستريح فيه القوات، وهو الموقع الذي تعرض لاحقا لتفجير من تحت الأرض.
نصب كمائن للجيش الإسرائيلي
ويقوم مقاتلو "حماس" بنصب كمائن للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، مستفيدين من خبرتهم بالميدان والأرض التي يعرفونها كما لا يعرفها أحد غيرهم.
وفي السياق ذاته، نشر الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، نتائج تحقيق أولي أجراه بشأن قتل جنوده لـ 3 محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة، عن طريق الخطأ، حيث أوضح التحقيق أن المحتجزين الثلاثة الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، قتلوا خلافًا لتعليمات إطلاق النار.
وبحسب التحقيق، خرج المحتجزون الثلاثة على أقدامهم من أحد المباني في حي الشجاعية دون قمصان، وهم يحملون عصا عليها شريط كبير من القماش الأبيض (راية بيضاء)، واتجهوا إلى قوة إسرائيلية بالجوار وهم يصرخون بالعبرية "النجدة".
صراخ بالعبرية
بالرغم من الصراخ بالعبرية طلبا للنجدة، إلا أن قناصا إسرائيليا مزودا بمنظار ضخم، أطلق النار تجاههم ظنا أن الحديث يدور عن كمين نصبته لهم "حماس". فيما قتل القناص إسرائيليين اثنين، وتمكن الثالث من الفرار والاحتماء في مبنى مجاور، وهو يصرخ أيضا بالعبرية "أنقذوني".
وبين يوم وآخر، يتظاهر مئات الإسرائيليين من أهالي المحتجزين في قطاع غزة، مطالبين بإطلاق سراح ذويهم، خاصة مع خروج مظاهرة، أمس الجمعة، بعد قتل الجيش الإسرائيلي لهؤلاء المحتجزين الثلاثة في حي الشجاعية.
ومنذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يخوض الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة النطاق بغزة، يواجه خلالها مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية كبدته مئات القتلى والجرحى.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت لمدة 7 أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل للأسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 19 ألف قتيل، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 50 ألف مصاب.