غضب شعبي يجتاح تعز.. مشائخ وأحزاب ونقابات يطالبون بإقالة محافظ الفساد نبيل شمسان

تشهد محافظة تعز موجة متصاعدة من الغضب الشعبي، عبّرت عنها سلسلة من المسيرات والوقفات الاحتجاجية اليومية التي تجتاح المدينة، بقيادة مشائخ ووجهاء، وقيادات حزبية ونقابية وجماهيرية واسعة، للمطالبة بإقالة محافظ المحافظة نبيل شمسان ومحاسبته على ما وصفوه بـ"الفساد الممنهج، ونهب الموارد، وإغراق تعز في أزمات متلاحقة".
المظاهرات والاحتجاجات التي جابت شوارع المدينة لم تكن وليدة لحظة، بل جاءت بعد تراكمات طويلة من الفساد وسوء الإدارة وغياب تام للخدمات، وارتفاع مخيف في أسعار السلع، وفقدان الثقة في سلطات المحافظة، وقد رفع المحتجون شعارات قوية وهتافات مدوية تندد بما وصفوه بـ"سياسات التدمير الممنهج تعز"، متهمين "شمسان" بتحويل موارد المحافظة إلى مصدر للإثراء غير المشروع، وتجاهل معاناة المواطنين المتفاقمة يوماً بعد آخر.
فقد تحولت تعز في ظل وجود نبيل شمسان، إلى مدينة منكوبة بالخدمات، محاصَرة بالأزمات، ومثقلة بالهموم، فالكهرباء غائبة بشكل كامل، وسعر الكيلو الواحد عبر المولدات الخاصة 1500 ريال، فيما تجاوز سعر أسطوانة الغاز المنزلي حاجز 12,000 ريال، وسط غياب تام للرقابة.
ولم تقف المعاناة عند هذا الحد، فقد شهدت المدينة أزمة مياه خانقة، حتى بات الحصول على "شربة ماء" حلماً بعيد المنال في أحياء كاملة من المدينة، وتحدث مواطنون عن تجاهل متعمد لمعاناتهم من قبل قيادة السلطة المحلية، التي تنشغل - حسب قولهم - بإبرام الصفقات المشبوهة، وتمرير المشاريع الوهمية، وتقاسم النفوذ والمناصب والموارد على حساب كرامة وحياة الناس.
في وقفات احتجاجية متزامنة، أعلنت قيادات حزبية ونقابية بارزة موقفها من ما يجري، مؤكدة أن السكوت لم يعد ممكناً أمام هذا الانهيار الأخلاقي والمؤسسي الخطير، وطالبت تلك القوى بسرعة إقالة المحافظ نبيل شمسان، وفتح تحقيق شفاف وشامل في ملفات الفساد المالي والإداري التي تعصف بالمحافظة.
وأكدت تلك الكيانات أن بقاء "شمسان" في منصبه بات يشكل تهديداً مباشراً للسلم المجتمعي، وأن محاولات شرعنة بقائه ما هي إلا إصرار على إهانة المواطنين، ومضاعفة معاناتهم، وتمكين أدوات الفساد من الاستمرار في العبث بمقدرات المدينة.
ووجه المشاركون في الوقفات والمظاهرات اتهامات صريحة وواضحة للمحافظ نبيل شمسان بالضلوع في نهب منظم للموارد العامة، وإضعاف المؤسسات المحلية، وتسخير المنصب لخدمة مصالحه الشخصية ومصالح محيطه الضيق، وأشاروا إلى تعمّد إقصاء الكفاءات وتجميد المشاريع الخدمية، والتواطؤ مع شبكات فساد مسؤولة عن تهريب المشتقات النفطية وابتلاع المساعدات الإنسانية.
وألمحت بعض القيادات المدنية إلى أن استمرار هذا الوضع الكارثي يهدد بإشعال انتفاضة شاملة لن تبقي ولا تذر، ما لم تتحرك السلطات العليا لإقالة المحافظ "شمسان" ومحاسبته، وإنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة في تعز.
ورفع المتظاهرون والمحتجون نداءهم الأخير إلى مجلس القيادة الرئاسي، مطالبين بتدخل فوري لإيقاف مسلسل الفساد والإذلال الذي تتعرض له محافظة تعز، والإصغاء إلى صوت الشارع الذي لم يعد يحتمل المزيد من الصمت والتجاهل، وأكدوا أن تعز اليوم لا تحتمل المزيد من المتاجرة بآلامها، وأن استعادة الدولة تبدأ من محاسبة من خان الأمانة، وباع مصالح الناس بثمن بخس.