زنجبار.. أسرة الطفل عبودي الميسري تطالب بإنقاذه بعد إصابته برصاص الاشتباكات والجهات المعنية تتجاهل

زنجبار.. أسرة الطفل عبودي الميسري تطالب بإنقاذه بعد إصابته برصاص الاشتباكات والجهات المعنية تتجاهل

تحول حي سكني مكتظ في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، إلى ساحة لإطلاق نار كثيف وعشوائي، عندما أقدمت مجموعة مسلحة على تنفيذ هجوم في محاولة لتصفية أحد الأشخاص على خلفية ثأر قديم، غير عابئة بوجود المدنيين والمارة في الشارع العام.

في لحظة مأساوية، أصيب الطفل عبدالله علي عبدالله الميسري، البالغ من العمر 4 أعوام، أثناء لعبه أمام منزله، بثلاث طلقات نارية، إحداها أصابت أسفل ذقنه وأحدثت كسرًا وجرحًا غائرًا في رقبته، فيما أصابت الثانية إحدى فقرات عنقه وتسببت بتسرب خطير للسائل الفقري، أما الثالثة فقد استقرت في جسده، ما أدى إلى إصابة بالغة الخطورة.

وأسفرت الحادثة أيضًا عن إصابة شخصين آخرين بجروح طفيفة، في واقعة أثارت استياءً واسعًا من تدهور الوضع الأمني وفوضى السلاح في المناطق السكنية.

وبحسب سكان محليون، فقد تم إسعاف الطفل إلى مستشفى الرازي العام بأبين، حيث تلقى الإسعافات الأولية، إلا أن غياب الإمكانات الطبية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية المعقدة اضطر الطاقم الطبي إلى تحويله بشكل عاجل إلى المستشفى الألماني في العاصمة عدن.

وأوضحت المصادر أن الطفل أُجريت له عمليتان جراحيتان دقيقتان شملتا إخراج الرصاصة من البطن، وإغلاق تسرب السائل الفقري وخياطة الجرح الكبير الممتد من الذقن إلى الرقبة بشكل مؤقت.

وأكد الأهالي، بأن الطفل ما يزال يرقد في قسم العناية المركزة تحت المراقبة الطبية المشددة، في انتظار خضوعه لعملية ثالثة تتمثل في إعادة تثبيت عظمة الذقن بواسطة صفائح معدنية، وهي عملية حساسة ودقيقة ستُجرى لاحقًا.

وتجاوزت تكاليف العمليات الجراحية والعلاج والرعاية في قسم العناية المركزة حتى الآن حاجز 9 ملايين ريال يمني، وفقًا لما أفادت به أسرة الطفل، التي اضطرت إلى رهن سيارتها الخاصة لتغطية جزء من تلك النفقات الباهظة.

ويأتي ذلك في ظل غياب أي تدخل أو دعم من الجهات الرسمية، سواء من الجانب الأمني أو الصحي، ما يُضاعف من معاناة الأسرة التي تُواجه المأساة وحدها دون سند أو التفاتة إنسانية.

وتناشد أسرة الطفل "عبودي" وتطلق نداء استغاثة عاجل لكل من يستطيع تقديم يد العون، سواء من الجهات الرسمية، أو أهل الخير، أو المنظمات الإنسانية، لتوفير تكاليف ما تبقى من العلاج وإنقاذ حياة طفل بريء دفع ثمن فوضى السلاح وغياب الردع.

وطالب مواطنون وناشطون بسرعة التحقيق في الجريمة ومحاسبة المتورطين، وتعزيز الإجراءات الأمنية داخل الأحياء السكنية، لحماية المدنيين من تكرار مثل هذه المآسي.

سائلين الشفاء العاجل للطفل عبودي، وأن يُسخّر له من يقف إلى جانبه في هذه المحنة، وأن تكون هذه الحادثة المؤلمة بداية لتحرك حقيقي نحو فرض الأمن وإنهاء عبث السلاح في المدن.