تفاصيل فاجعة طور الباحة.. توفي شقيقان في ساعة وواحدة ومكانين مختلفين

تفاصيل فاجعة طور الباحة.. توفي شقيقان في ساعة وواحدة ومكانين مختلفين

(الأول) غرفة الأخبار:

في حادثةٍ نادرةٍ تخطّت حدود المألوف، وتركت جرحًا عميقًا في نفوس أهالي قرية البريح بمديرية طورالباحة بمحافظة لحج، ودّعت الأسرة الواحدة شقيقين من أبنائها في يومٍ واحد، في مشهدٍ إنساني مؤلمٍ هزّ كيان المجتمع المحلي، وأثار موجةً عارمةً من الحزن والتعاطف.
بدأ المشهد المأساوي فجر أمس، حين لفظ نبيل عبدالعزيز الشرفي، أحد شباب القرية، أنفاسه الأخيرة بعد صراعٍ مع المرض، ليتم نقل جثمانه إلى المستشفى الألماني في العاصمة المؤقتة عدن، استعدادًا لتشييع جنازته ووداعه الأخير. وبينما كانت الأسرة المكلومة وأهالي القرية يتهيأون للقاء الوداع الأخير، ويُعدّون العُدّة لمواساة بعضهم البعض في محنة الفقد، كان القدر يخبئ لهم مفاجأةً قاسيةً لم تكن في الحسبان.
ففي طريقه إلى المستشفى، مُسرعًا للحاق بجنازة أخيه، تعرض الشقيق الأصغر، عبدالله عبدالعزيز الشرفي، لحادث مروري مروع على إحدى الطرق المؤدية إلى عدن. الحادث، الذي وقع في ظروف غامضة لا تزال قيد التحقيق، أودى بحياة عبدالله على الفور، ليُصبح بذلك ثاني فقيدٍ يُودّعه أهله في نفس اليوم، وفي ظروفٍ متتاليةٍ تُشبه الكابوس.
لم يُصدق أهالي القرية الخبر حين سمعوه أول مرة. فكيف لشقيقين أن يُفقدا في يومٍ واحد؟ كيف لقلب الأم أن يحتمل؟ وكيف للأب أن يُدفن ثمرة فؤاده مرتين في ساعاتٍ معدودة؟ أسئلةٌ موجعةٌ تملّكت الجميع، وسط صمتٍ ثقيلٍ ودموعٍ غزيرةٍ لم تُجفّها رياح التعزية.
وانتشر خبر الفاجعة كالنار في الهشيم بين أرجاء طورالباحة ومناطق لحج المجاورة، فتدفّق الأهالي من كل حدبٍ وصوبٍ لتقديم واجب العزاء، ومواساة الأسرة المنكوبة التي تعيش لحظاتٍ لا تُوصف، فيما عبّر مشايخ ووجهاء المنطقة عن صدمتهم وحزنهم العميق، واصفين الحادثة بأنها "كارثة إنسانية نادرة"، وداعين الله أن يُلهم الأهل الصبر والسلوان.