الحوثي يستجدي الدول المشاطئة بعد تورطه في هجمات البحر الأحمر
(الأول)وكالات:
خرج المتحدث باسم المليشيا الحوثية محمد عبدالسلام، للمرة الأولى منذ بداية سلسلة الهجمات الحوثية الأخيرة المدفوعة إيرانيًا في البحر الأحمر، في تصريحٍ يحاول من خلاله إخلاء مسؤولية المليشيا الإرهابية عن الهجوم على سفينة قادمة من الموانئ الروسية قُبالة ميناء الصليف بمحافظة الحديدة.
وفي وقت سابق، أكدت القيادة المركزية الأمريكية تدميرها لأربع طائرات مسيّرة حوثية أثناء تحليقها في البحر الأحمر، بالتزامن مع تلقيها نداءات استغاثة من سفينتين تجاريتين تعرضتا لهجوم بطائرات مسيّرة وصاروخين باليستيين حوثيين موجهين نحو الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر.
وقبل ذلك، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بوقوع انفجار قرب سفينة في مضيق باب المندب، على بُعد 45 ميلًا بحريًا جنوب غربي الصليف باليمن.
وهذه المرة الأولى التي تخوّل المليشيا محمد عبدالسلام بالإفادة حول الهجوم بدلًا من يحيى سريع، الذي توارى عن الأنظار مع انتشار قوات التحالف الدولي في البحر الأحمر، وإلماح وسائل إعلام غربية إلى تدارس احتمالية توجيه ضربات ضد مليشيا الحوثي في حال استمرت في تنفيذ هجماتها العدائية المدفوعة إيرانيًا ضد الملاحة الدولية.
وبرر محمد عبدالسلام المحاولة الإرهابية للمليشيا بأنها لم تكن سوى "عمل استطلاعي عرض البحر الأحمر" من خلال طائرة مسيّرة، وراح يحمّل القوات الأمريكية مسؤولية انفجار الصاروخ الذي وقع قرب سفينة شحن ادعى متحدث المليشيا أنها تابعة "لجمهورية الغابون وهي آتية من الموانئ الروسية".
واستجدى متحدث المليشيا الإرهابية "الدول المشاطئة للبحر الأحمر" إدراك حقيقة ما سماها "المخاطر التي تهدد أمنها القومي"، على الرغم من أن أكبر تهديد طال الدول المشاطئة، وفي مقدمتها مصر التي تملك قناة السويس، نجم عن هجمات المليشيا في أعقاب تعطل حركة الشحن ونقل أكثر من نصف شركات النقل البحري العالمية أنشطتها بعيدًا عن باب المندب وقناة السويس.
القيادي الحوثي فسّر قدوم الأساطيل الحربية الغربية إلى البحر الأحمر بأنه تصرف "دون وجه حق"، متناسيًا أن هجمات مليشياته الإرهابية ضد السفن التجارية أعطت المبرر والضوء الأخضر للقوى الغربية بالعسكرة في البحر الأحمر، لا سيما عقب تصريح وزير الدفاع الإيراني بأن البحر الأحمر بات منطقة نفوذ لبلاده.
وتسببت المليشيا الحوثية، في سياق تنفيذها الأجندة الإيرانية التدميرية في المنطقة، بأزمة عالمية في مضيق باب المندب، أوجدت المبرر للقوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لعسكرة البحر الأحمر، وراحت في الأخير تستجدي الدول المشاطئة لحماية أمن الملاحة، التي تشكل تلك المليشيا الإرهابية أكبر تهديد لها.