سجال بين أولادر الرئيس الأسبق البيض يتحوّل إلى معركة سياسية حول هوية (الجنوب العربي)

(الأول) غرفة الأخبار:
في سجال علني نادر بين الشقيقين عمرو وهاني البيض، تصاعد الجدل السياسي داخل معسكر القضية الجنوبية، بعد أن ردّ عمرو البيض، القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، بقوة على تصريحات شقيقه هاني البيض التي نفى فيها أي ارتباط لحضرموت بما يُعرف بـ“الجنوب العربي”.
وقال عمرو في حديث أثار جدلاً واسعًا: “الجنوب العربي ليس جنوب اليمن، بل جنوب الجزيرة العربية بهويته الممتدة من حضرموت والمهرة إلى عدن وسقطرى”.
وأضاف موضحًا أن البعد الجغرافي للاسم لا يُعد ضعفًا، مشيرًا إلى أن “حتى اليمن أصلها جغرافي يعني الجنوب”، مؤكدًا أن القوة الحقيقية تكمن في مشروع لامركزي حديث ومتعدد يستند إلى “تاريخ عريق وهوية جامعة”.
وكان هاني البيض قد أشعل الجدل بتصريحات قال فيها إن حضرموت لم تكن يومًا جزءًا من كيان الجنوب العربي، معتبرًا أن المسمى “اختلقته بريطانيا لأغراض استعمارية”، وأن سلطنتي القعيطي والكثيري رفضتا الانضمام إلى اتحاد الجنوب العربي الذي أنشأته بريطانيا عام 1959.
وأوضح هاني أن حضرموت كانت تُصنف ضمن المحميات الشرقية وحافظت على استقلاليتها السياسية والاجتماعية حتى انسحاب بريطانيا، مضيفًا: “الحقيقة التاريخية تنفي أي علاقة لحضرموت بهوية أو كيان الجنوب العربي لا سياسيًا ولا ثقافيًا”.
وقد فجّرت هذه المواجهة العلنية بين الأخوين نقاشًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بين من يرى أن تصريحات هاني “تضرب عمق المشروع الجنوبي”، ومن يؤيد رؤيته التاريخية بوصفها “تصحيحًا للمفاهيم السياسية المتداولة”.
ويأتي هذا السجال في وقت يتصاعد فيه الجدل حول مستقبل الكيان الجنوبي وهويته السياسية، وسط انقسامات داخل القوى الجنوبية بشأن شكل الدولة المنشودة وموقع حضرموت منها.