القصة الكاملة لكواليس لانشقاق قائد اللواء العاشر (الصماد) عن الحوثيين

القصة الكاملة لكواليس لانشقاق قائد اللواء العاشر (الصماد) عن الحوثيين

تعز(الأول) خاص:

أكدت مصادر محلية وعسكرية في محافظة تعز انشقاق العميد صلاح مقبل الصلاحي، قائد اللواء العاشر "صماد" التابع لجماعة الحوثيين، وإعلانه الانضمام رسميًا إلى القوات الحكومية المعترف بها دوليًا، في خطوة وُصفت بأنها ضربة موجعة للجماعة بعد سنوات من توليه مواقع قيادية رفيعة داخلها.

ووفقًا لمصادر مقربة من الصلاحي، فإن قراره جاء على خلفية ضغوط متصاعدة من قيادات الحوثيين لإجباره على تجنيد أكثر من ثلاثة آلاف شاب من أبناء منطقته في مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز، وتحويلها إلى منطقة عسكرية خاضعة للجماعة، إضافة إلى فرض مراكز صيفية ذات طابع طائفي تستهدف الأطفال والشباب.

المصادر أوضحت أن العميد الصلاحي، وهو من أبرز الوجوه القبلية والعسكرية في شرعب، كان قد عاد من المملكة العربية السعودية قبل أعوام لمتابعة قضية مقتل والده الذي لقي حتفه على يد عصابة يُعتقد ارتباطها بالحوثيين. وبعد محاكمة الجناة، حاولت الجماعة استقطابه بتعيينه مشرفًا على المنطقة وشيخًا لها، إلا أنه رفض استغلال منصبه لخدمة أجندتها.

وأكد المقربون أن الصلاحي استخدم نفوذه لصالح أبناء منطقته، حيث رفض تنفيذ أي انتهاكات أو اعتقالات، وساهم في تنفيذ مشاريع خدمية وتنموية، ما أكسبه احترامًا واسعًا بين الأهالي.

لكن الموقف الرافض للتوجيهات الحوثية أدّى إلى تضييق الخناق عليه ومراقبته من قبل مشرفي الجماعة، ليقرر في النهاية مغادرة المنطقة وإعلان انضمامه إلى الحكومة الشرعية، مؤكدًا تمسكه بمبادئ والده ونهجه الوطني.

ورحب ناشطون من أبناء تعز بانشقاق الصلاحي، واعتبروا خطوته "تحولًا مهمًا يعكس تصاعد حالة الرفض الشعبي داخل مناطق سيطرة الحوثيين"، مشيرين إلى أن الحكومة الشرعية تواصل فتح أبوابها أمام القيادات والعناصر الراغبة بالعودة إلى الصف الوطني في إطار جهود المصالحة الشاملة.