القصة الكاملة بتفاصيل دقيقة لعملية اغتيال (الغماري) وقيادات أخرى.. مصادر حوثية تكشف المستور

(الأول) متابعة خاصة:
أعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، الخميس، وفاة رئيس أركان قواتها محمد عبدالكريم الغماري، بعد أسابيع من التكتم على مصيره إثر إصابته في غارة إسرائيلية دقيقة بتاريخ 28 أغسطس الماضي في منطقة جبلية قرب العاصمة صنعاء. وأوضحت الجماعة أن الغماري قتل مع بعض مرافقيه ونجله حسين البالغ من العمر 13 عامًا ضمن سلسلة غارات أمريكية وإسرائيلية استهدفت قيادات الجماعة خلال ما أسمته "عامين من معركة طوفان الأقصى". واصدرت الجماعة بيانًا وصف الغماري بأنه لقي مصرعه شهيدًا سعيدًا ضمن قافلة العظماء على طريق القدس.
ووفقًا لمصادر، فقد أصيب الغماري إصابة خطيرة في الغارة وفقد إحدى قدميه، وتم نقله للعلاج قبل أن يعلن عن وفاته بعد أسبوعين تقريبًا. كما قتل نجله حسين وبعض أفراد الحراسة فور وقوع الغارة، وتوفي بعض المرافقين لاحقًا. وقد فرضت الجماعة تعتيمًا على الضربة واكتفت وسائل إعلامها بنشر تصريحات مكتوبة وبرقيات تهنئة بروتوكولية لإخفاء حقيقة مقتله.
وكانت غارة إسرائيلية سابقة استهدفت في 14 يونيو 2025 أحد المباني التي يقيم فيها حراس الغماري في منطقة حدة بالسبعين جنوب صنعاء. ووفق المعلومات المتاحة، فإن المبنى استهدف بعد رصد سيارة كان يستخدمها الغماري قرب المنزل، فيما قالت مصادر إن إحدى زوجاته كانت تقيم في المبنى.
ويُعرف الغماري باسمه الجهادي "هاشم"، وهو من مواليد 1981 في منطقة المدان بمحافظة عمران. تلقى تدريبات عسكرية وفكرية ودورات في مجال هندسة الصواريخ في إيران وعواصم أخرى، ويعتبر أحد أبرز أعضاء الهيكل الجهادي للحوثيين. وقد تولى منصب رئيس هيئة الأركان الحوثية في ديسمبر 2016، وعضوية اللجنة الأمنية العليا منذ 2015، وله تأثير مباشر على تعيين القيادات العسكرية داخل الجماعة.
ويُدرج الغماري على قوائم العقوبات الدولية من مجلس الأمن منذ ديسمبر 2021، بسبب قيادته الحملات العسكرية التي تهدد الأمن والاستقرار في اليمن، وفرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات منذ مايو 2021 لتورطه في هجمات على المدنيين وإطالة أمد الحرب. وصدر بحقه حكم بالإعدام من القضاء العسكري في مأرب، ويخضع لمحاكمة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن، كما رصدت المملكة العربية السعودية مكافأة 10 ملايين دولار في 2017 لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
تداول ناشطون حوثيون صورًا وأسماء بعض القتلى في الغارة، بينهم محمد الغماري ونجله حسين، ومرتضى زيد عبدالمجيد قاسم الحمران من ضحيان بصعدة، وعماد علي يحيى أحمد الأعضب من قفلة عذر بمحافظة عمران.
وعقب مقتله، عينت الجماعة القيادي يوسف حسن إسماعيل المداني رئيسًا جديدًا لهيئة الأركان، وهو قيادي بارز لديه خبرة واسعة في التدريب العسكري وإدارة الجبهات الغربية مثل الحديدة وخفر السواحل. وفي الوقت ذاته، يظل وضع وزير الدفاع محمد ناصر العاطفي ونائب رئيس حكومة الجماعة لشؤون الدفاع والأمن جلال علي الرويشان غير معروف، إذ لم يظهر كلاهما منذ إصابتهما في الغارات.
ويرى مراقبون أن تعيين المداني في منصب رئيس الأركان قد يؤدي إلى تصعيد العمليات العسكرية للحوثيين، مع احتمال زيادة التدخل الإيراني المباشر في توجيه العمليات مستقبلاً.