بعد شهادة ناجيين.. تقرير هندسي يكشف الأسباب الفنية وراء كارثة (باص العرقوب)

بعد شهادة ناجيين.. تقرير هندسي يكشف الأسباب الفنية وراء كارثة (باص العرقوب)

تقرير (الأول) خاص:

أصدر المهندس هاني ناصر المحرمي، المتخصص في أنظمة المركبات، تقريرًا فنيًا تحليليًا حول حادث احتراق باص النقل الجماعي في منطقة العرقوب بمحافظة أبين، ركّز فيه على الأسباب الحرارية الميكانيكية التي أدت إلى الحادث، وقدّم حزمة من التوصيات الفنية والتنظيمية لتعزيز إجراءات السلامة في قطاع النقل البري باليمن.

 الأسباب الفنية:
وأوضح التقرير أن الاحتراق نتج عن فشل حراري في نظام الفرامل نتيجة احتكاك مستمر وتأخر الصيانة الدورية، ما تسبب في ارتفاع الحرارة إلى مستويات تجاوزت 800 درجة مئوية، وأدى إلى انصهار المواد الزيتية واندلاع النيران في الإطارات وخزان الوقود.

وأشار التقرير إلى أن التحليل الفني المستند إلى شهادة أحد الناجين — الأخ محسن مهدي الجنيدي — يؤكد أن رائحة احتراق الفرامل ظهرت منذ انطلاق الحافلة من الرياض، لكن تم تجاهلها بحجة أنها “رائحة البواش”، مع تأجيل الإصلاح إلى محطة لاحقة في العبر، ثم في عتق، وهو ما لم يُنفّذ فعليًا.

وأضاف أن تبديل السائقين وعدم اتخاذ إجراء فوري كان عاملًا حاسمًا في تفاقم المشكلة حتى وقوع الحريق في منطقة العرقوب، بعد أن كانت الحافلة قد واجهت حادثًا كاد يقع في منطقة النقبة قبل الكارثة بدقائق.

التحليل الفني:
خلص التقرير إلى أن الحادث وقع بسبب احتكاك دائم في محور الفرامل الخلفية، ما تسبب في تآكل بطاناتها (Brake Pads) وظهور ظاهرة Brake Fade، وهي فقدان فعالية الفرامل نتيجة الارتفاع الحراري المستمر.
غياب أنظمة الإنذار الحراري والإطفاء الذاتي زاد من خطورة الوضع وأعاق الاستجابة المبكرة.

 النتائج والدروس المستفادة:
السبب الجوهري: فشل حراري في نظام الفرامل بسبب احتكاك غير منضبط.
تجاهل الصيانة الفورية بعد ظهور الرائحة شكل نقطة التحول الخطيرة.
غياب حساسات الحرارة والإنذار المبكر ساهم في تأخر الاستجابة.
نقص تدريب السائقين على إدارة الأعطال الميدانية أدى إلى تضخيم المخاطر.

 التوصيات:
إلزام شركات النقل بإجراء فحص حراري لنظام الفرامل بعد كل 500 كم تشغيل.
تركيب حساسات حرارة ذكية على المحاور متصلة بإنذار صوتي داخل المقصورة.
اعتماد نظام إطفاء آلي في المحرك والمنطقة الخلفية باستخدام غازات خاملة.
تدريب السائقين على التعامل مع حالات الاشتعال والرائحة فورًا.
تعديل تصميم الحافلات لتضمين فاصل حراري بين خزان الوقود ونظام الفرامل.
إعداد لائحة وطنية خاصة بحوادث الاحتراق الميكانيكي في وسائل النقل الجماعي.

الخلاصة:

أكد المهندس المحرمي في ختام تقريره أن حادث العرقوب يمثل نموذجًا صارخًا لنتائج الإهمال الحراري الميكانيكي، داعيًا وزارة النقل إلى تبنّي نهج استباقي قائم على المراقبة الحرارية الذكية والصيانة الوقائية لضمان سلامة الركاب ومنع تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلًا.