هل يمكن ألا تكون حضرموت يمنية ؟؟





علي الأحمدي
في عام ٢٠١٢ التقيت بشخصية من مؤسسي العصبة الحضرمية في أمسية بمنزل أحد الأفاضل بمدينة جدة ، وفي أثناء النقاش حول فكرة العصبة وتحديداً عن موضوع هوية حضرموت قال صاحبنا أن الحضارم شيء مختلف عن الجنوب وعن اليمن ! ثم استرسل قائلاً لبسنا يختلف وأكلاتنا تختلف حتى لون بشرتنا يختلف وأشار إلى ظاهر كفه !!

في الحقيقة حضرموت كان بالإمكان أن تغدو دولة مستقلة في ظل ترسيم الاستعمار لحدود سايكس بيكو ، فالمقومات التي تملكها أكبر من كثير من الدويلات التي تشكلت مابعد منتصف القرن العشرين ، ولذلك ففكرة أن حضرموت ليست جنوب او ليست يمن كفكرة ترسيمية خارجية أو منطلق سياسي محلي يمكن فهمها في سياقها لكن مالايمكن فهمه هو عندما يكون هذا الكلام في سياق الهوية ..

منذ ممالك اليمن القديمة وحضرموت امتداد لهذه الممالك فهي واحدة من مجموعة ممالك تنتسب لنسب واحد (قحطان) ، وتتكلم نفس اللغة وحتى الألقاب الملكية والمسميات تتطابق ، وحتى البيئة التي تعتمد على الوديان والسدود والتجارة القائمة على البخور واللبان وحراسة طرق القوافل ..

ربما لم أكن قد اطلعت كثيراً على أنساب قبائل حضرموت عندما التقيت بصاحبنا ، ولكن اليوم من يبحث في هذا الموضوع سيجد أن قبائل حضرموت لاتكاد تخرج عن النسب لحمير وكنده وهمدان وقضاعة وغيرها ، فالقوم يمانون أرضاً ونسباً وعراقةً ومجداً ..

وهذا الأمر الواضح لكل ذي علم ونظر لاينفي تشكل هوية مجتمعية متميزة وخاصة بهذه البلاد الحضرمية المباركة ، والتي يتطبع بها كل من وفد إليها حتى لو كان هذا الوافد من الجنود المقاتلين ، ولاشك أن للمدرسة الدينية الصوفية أبلغ الأثر في ذلك إضافة لعوامل أخرى كالسفر والاشتغال بالتجارة والاكتفاء والنفور من الحروب والاقتتال الذي لم تجن منه حضرموت غير الضعف والمشاكل ..

لأهل حضرموت كل الحق في البحث عن مصالحهم وعن الخروج من هذه الأوضاع المزرية التي تعيشها البلاد ، ولكن لايمكن أن يكون الحل بالتنكر للهوية والتاريخ هروباً من مسميات هذا العصر ، ولايكون الحل بالتفريط بمكتسبات الدولة الوطنية الحديثة ومنجزاتها كالنظام الجمهوري ووحدة القطر اليمني والتعددية السياسية بل ينبغي العمل على استعادتها والبناء عليها