بعد عودة رجل إيران الأخطر إلى صنعاء .. إعلان خطير بتولي إيران إدارة الحوثيين مباشرة
في تطورٍ وُصف بأنه الأخطر منذ سنوات، عاد الضابط الإيراني الأشهر عبدالرضا شهلائي—مهندس برنامج الصواريخ والمسيرات لدى الحوثيين—إلى صنعاء، في خطوة اعتبرتها الحكومة اليمنية إعلانًا رسميًا عن دخول إيران مرحلة الإدارة المباشرة والعلنية للجماعة. عودة الرجل الذي تتهمه واشنطن بقيادة عمليات نوعية في اليمن، فتحت الباب أمام تساؤلات خطيرة عن مرحلة تصعيد جديدة وعن مستقبل الجماعة بعد انهيار بنيتها القيادية خلال الأشهر الماضية...
(الأول) غرفة الأخبار:
اعتبر وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، أن عودة القيادي في الحرس الثوري الإيراني عبدالرضا شهلائي—المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية—إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، تمثل أول إعلان رسمي وواضح عن انتقال إيران إلى مرحلة الإدارة المباشرة والعلنية للجماعة.
وقال الإرياني، في تصريحات صحفية مساء الثلاثاء، إن إعادة شهلائي في هذا التوقيت تعكس استعداد طهران لجولة تصعيد جديدة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بعد التراجع الكبير في قدرة الحوثيين على تنفيذ الهجمات البحرية إثر نفاد الأسلحة الإيرانية وانهيار منظومتهم العسكرية عقب مصرع قيادات بارزة.
وأوضح أن هذه العودة تؤكد حالة الانكشاف الأمني والتصدع الداخلي التي تعيشها الجماعة، مشيراً إلى أن الحوثيين يقفون أمام "فراغ قيادي غير مسبوق" وانهيار في منظومة السيطرة، ما دفع إيران لإرسال أحد أخطر ضباطها المتخصصين في الطائرات المسيّرة والصواريخ لإدارة الملف العسكري والأمني كـ"حاكم فعلي" لصنعاء.
وأكد الوزير أن الخطوة تأتي ضمن مساعٍ إيرانية لإعادة ترميم شبكة التمويل والاقتصاد الموازي للحوثيين بعد تعرضها لضربات قاسية، لافتاً إلى أن طهران تعتمد على شهلائي لخبرته في إدارة الملفات المشبوهة المتعلقة بالتمويل وغسيل الأموال وتثبيت النفوذ الأمني.
وأشار الإرياني إلى أن هذه التطورات تنسف رواية الحوثيين بشأن "السيادة والاستقلال"، مؤكداً أن القرار داخل الجماعة بات بيد غرف عمليات إيرانية بشكل كامل، وأن عودة شهلائي رسالة واضحة بأن إيران لا ترغب في أي تهدئة أو حل سياسي في اليمن.
وشدد على أن الملف اليمني بات اليوم على تماس مباشر مع "أخطر مشروع توسعي في المنطقة"، داعياً المجتمع الدولي إلى موقف أكثر صرامة تجاه التصعيد الإيراني ودعم الحكومة اليمنية لحماية الأمن القومي والممرات البحرية الدولية.
وكانت مصادر سياسية يمنية قد أكدت أن إيران أعادت شهلائي إلى صنعاء للإشراف المباشر على الملفين الأمني والعسكري للجماعة، في إطار تحركات مكثفة لتعويض خسائرها في لبنان وسوريا، وإعادة إحكام قبضتها على الحوثيين.
