حضرموت واحة السلام الكبرى

حضرموت، بأرضها الشاسعة الممتدة بين البحر والوادي والصحراء والهضبة، وبمناخها المتنوع، وبإنسانها الطيب المتمدّن، صاحب الذكاء الفطري، وصانع صروح التجارة الكبرى في بلدان المهجر، والأهم فاتح البلدان للإسلام دون سيف أو قتال أو قطرة دم… تبقى هي التي يجب أن نتوجه إليها بالمناشدة بأن لا تنجرّ هذه الأرض الطيبة وأناسها الأخيار إلى مربعات الفتنة والاحتراب الداخلي، الذي لن تكون حصيلته إلا نارًا تأكل الأخضر واليابس، والعياذ بالله.
نسمع هذه الأيام أبواق الفتنة وهي تؤجج النار من تحت الرماد، لا لشيء سوى الحقد على هذه البلاد صانعة الأمجاد التاريخية والحضارية كما يعلم الجميع.
وقد كان لي شرف العمل في حضرموت كمحافظ لها فترة من الزمن، وتعرّفت على طبائع المواطنين فيها، الميالين بطبعهم إلى الحياة المدنية، والجنوح إلى السلم، والحفاظ على النظام والقانون. وكانوا دومًا عونًا لي في تأدية مهامي بسلاسة وحميمية وأخوّة منقطعة النظير. ولا زلت أحتفظ في ذاكرتي بأجمل اللحظات التي عشتها بين إخواني في حضرموت الخير والإخوة والسلام.
ومن هذا المنطلق، فإنني أناشد إخواني في حضرموت أن يتجاوزوا بذور الشر التي يزرعها في أرضهم الطيبة من يريد لحضرموت أن تلتحق بركب التمزق والتشرذم المرسوم لوطننا، بينما نؤمن حقًا بأن حضرموت هي رافعة الوطن لإخراجه من وضعه الراهن.
نناشد حضرموت الإنسان، صاحب المفاخر التاريخية، في كل مكان من بحرها وواديها وسهلها وجبلها إلى جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا، أن يفوّت الفرصة على من يريد ضرب حضرموت بحضرموت مهما كان الثمن.
وأناشد قيادتنا السياسية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي ومجلس الوزراء عدم الاكتفاء بالبيانات عن بُعد، بل النزول إلى محافظة حضرموت، وتقديم حلول حقيقية لمشاكل المواطنين، وإطفاء نار الفتنة فيها.
حفظ الله حضرموت وأهلها.
والله من وراء القصد.