أنا لا أتحداك ... لتفهم ذلك جيدا

أنا لا أتحداك ... لتفهم ذلك جيدا

(الأول) - عدن / محمد نجيب الظراسي

الحياة ليست في جوهرها معركة بقائها للأقوى فقط ، ولا كل المواجهات والمقابلات واللقاءات يتوجب أن تنتهي بإنتصار حتمي لطرف وإعلان هزيمة مدوية للطرف الآخر وتنكيس رايتة لمجرد احساس مريض بالزهو والنصر الدامي ، الحياة بسيطة جدا فهي مزيج رائع (بيني وبينك - بينك وبينها - بينها وبينهم- بينهم وبينهن) الحياة في مجملها لا تستوجب الإقتتال والشجب والردح والصوت العالي لإبراز موهبة الشخصية القوية وإثبات وجودها وتحديد إطار الكاريزما المفرطة لكل منا ، عزيزي القارئ الحياة بسيطة جدا بسيطة جدا يمكنها أن تضمنا جميعا في حضنها الدافىء وبكل سلاسة والكل سيأخذ نصيبة من هذا الدفىء الوارف طالما أنه يعرف دوره وحدوده وفسيلوجيتة جيدا كان ذكرا ام أنثى وسيكولوجيتة الطبيعية في المقام الأول والأخير كبشر ، لذا لا يستدعي الأمر أن نزيح طرفا لنستحوذ على مساحة الضوء كله لوحدنا ونرقص بشكل أحادي الإيقاع على ذلك المسرح الهش وتسلط علينا كل تلك الأضواء المغصوبة ونترك الأخرين كمتفرجين يتوجب عليهم إتقان ذلك الدور الذي رسمناه لهم من أنانية نابعة من عقول وقلوب مريضة مرضها عضالي ومزمن ، أحبتي الحياة ليست سينما ليست سينما أبدا كما يشاع عنها ولا يمكن حصرها بين فريقين فقط من الممثلين والمشاهدين ، الحياة هي شجرة نغرس فسيلها سويا لتنمو وتكبر لنا وبنا نأكل من خيراتها وثمارها جميعنا نستظل بظلها حين تستدعي الحاجة أن نهرب من لهيب الشمس الحارقة التي لا تكتسب جمالها وجاذبيتها المطلقة الإ حين تختفي لحكمة من الله عنا ، إن الغياب وحده من يجعلنا نشتاق إليها ولكل شيء تقريبا فبعد أن نكون قد أفرغنا كل تلك الشجون التي يشعلها الجوف كا أتون في صدر كلا منا على ذلك الضوء القمري الساحر في ليلة حانية باردة يدفئها حضن الحبيب او تبقيها تخيلاتنا وامنياتنا وطموحاتنا حية لا تموت لننتصر على وحدتنا ، فنترقب طلوع الأشعة الشمسية فجر كل صباح وكأننا في أعلى ذلك الكثيب الرملي ننتضر هودج تلك العروس المنتظرة.

الخلاصة:

(ساعدوا بعضكم بعضاً فواحدكم ليس وحيداً في الطريق بل ھو جزء من قافلة تمشي نحو الھدف)*

*جان دو لافونتين