تعز ..جرحى الجيش يؤدّون صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام ويجددون موقفهم الثابت: حقوقنا لن تسقط بالتجاهل.
موسى المليكي.
في مشهد يعكس الإصرار والعزيمة، أدّى جرحى تعز اليوم صلاة الجمعة أمام خيمة اعتصامهم الملاصقة لمبنى المحافظة المؤقت، مؤكدين استمرارهم في خطواتهم السلمية حتى تحقيق كامل حقوقهم المشروعة. وتحوّلت ساحة الاعتصام إلى منبر للحق، يجتمع فيه ألم الجراح مع قوة الإرادة وصوت المطالب العادلة.
وألقى خطبة الجمعة الجريح البطل محمد المحمودي، الذي افتتح خطبته بالحديث عن الذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال الوطني، مستعيدًا تضحيات جيلٍ واجه الاستعمار وانتزع حرية الوطن بدمائه وإصراره. وأكد أن روح الاستقلال حاضرة اليوم في ساحة الاعتصام، حيث يواصل جرحى تعز معركتهم العادلة من أجل الكرامة وردّ الحقوق.
وتناول المحمودي بمرارة واقع المعاناة التي يتجرعها الجرحى منذ سنوات بسبب الإهمال والتجاهل الحكومي، مشيرًا إلى أن من قدّموا أغلى ما يملكون دفاعًا عن تعز والجمهورية يجدون أنفسهم اليوم مضطرين للوقوف تحت خيمة اعتصام للمطالبة بحقوق هي في الأصل واجب على الدولة.
وشدد المحمودي على أن جرحى تعز ليسوا طلاب فوضى ولا صدام، بل أصحاب حق واضح ومطلب مشروع، مؤكّدًا في خطبته أن:
"الجرحى مستمرون في اعتصامهم، وسيُرفع الاعتصام فور تحقيق المطالب كاملة… لا نبحث عن مواجهة، بل نطالب بحقٍ انتزعناه بدمائنا."
وبعد انتهاء الصلاة، جدّد الجرحى تأكيدهم أن استمرارهم في الاعتصام هو موقف وفاء للشهداء وتعبير عن تمسكهم بقيم الاستقلال، مؤكدين أن تجاهل الحكومة لمعاناتهم لن يزيدهم إلا قوة وثباتًا.
وأكدوا في رسالتهم الختامية:
"اعتصامنا مستمر… وحقوق الجرحى ليست فضلًا من أحد، بل دينٌ في أعناق الدولة، وستُنتزع كما انتُزع الاستقلال من قبل."
