القبائل شركاء في الجريمة!.. اليمن يتحول إلى (ممر لتهريب الموت)!!

 القبائل شركاء في الجريمة!.. اليمن يتحول إلى (ممر لتهريب الموت)!!

تقرير (الأول) خاص:

كشف تقرير لصحيفة "ذا ناشيونال نيوز" عن تحول اليمن، الذي يئن تحت وطأة الحرب الأهلية التي دخلت عامها الحادي عشر، إلى **بؤرة رئيسية ومركز عبور متنامٍ** لتجارة المخدرات العالمية، لا سيما "الكبتاغون" المنشط والمسبب للإدمان.
ويشير التقرير، نقلاً عن مسؤولين محليين وأمنيين، إلى أن محافظة **الجوف** الشمالية، المتاخمة للربع الخالي والسعودية، أصبحت إحدى أكبر مراكز هذا النشاط الإجرامي، حيث تمر عبرها **"خطوط النقل كلها"** على مرأى ومسمع من الجميع.

تجارة انفجرت قيمتها 57 مليار دولار
تعكس الأرقام حجم "الانفجار" في هذه التجارة، حيث جمع معهد "نيولاينز" الأمريكي بيانات تظهر أن عمليات ضبط المخدرات في اليمن بلغت 1.7 مليون حبة كبتاغون في عام 2025، بارتفاع حاد من 358 ألف حبة في العام السابق. وتأتي هذه التطورات في ظل تقديرات خبراء بريطانيين وأمريكيين بأن القيمة العالمية لتجارة الكبتاغون غير المشروعة وصلت إلى حوالي **57 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023**.
ويرجع هذا التحول الكارثي إلى الموقع الاستراتيجي لليمن على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إلى جانب الانقسامات الأمنية العميقة، والفقر المدقع، مما جعله طريقاً مثالياً للتهريب إلى الأسواق المربحة في دول الخليج.

المصالح تتجاوز خطوط المواجهة
يوضح التقرود أن تجارة المخدرات في اليمن لا تحركها جماعة واحدة، بل شبكات معقدة تستغل الفوضى. وأفادت كارولين روز، الخبيرة في مركز نيولاينز، بأن علامات الاتجار ظهرت في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والمناطق التابعة للحكومة على حد سواء، مؤكدة أنه "لا يوجد دليل على وجود قوة احتكارية".
وقال مسؤولون محليون في الجوف لـ"ذا ناشيونال" إن السيارات المحملة بكميات ضخمة من المخدرات تمر في الأحياء، وإن المتورطين "محميون" من قبل عصابات قوية وشبكات واسعة. كما زعم مصدر أمني أن المهربين يعملون لصالح "من يدفع أعلى سعر" بغض النظر عن الانتماء أو الأجندة.

تواطؤ وغزو إيراني-سوري
وتشير النتائج الأكثر إثارة للقلق إلى أن الفصائل المتحاربة ظاهرياً تتواطأ مع بعضها البعض لتحقيق مكاسب غير مشروعة. وأكد مسؤول كبير في الجوف أن "المصالح تتجاوز خطوط المواجهة". ولخص تاجر مخدرات الوضع بكل بساطة قائلاً: "إنهم جميعا أصدقاء".
وفي تطور موازٍ، أعلنت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) عن عملية ضخمة أسفرت عن تفكيك ما كان سيصبح **"أول منشأة حديثة لإنتاج المخدرات في اليمن"**، يُزعم أنها تضم خبراء سوريين وإيرانيين وترتبط بالحوثيين كمصدر للإيرادات، وهي اتهامات نفتها طهران.
كما يلعب مشايخ القبائل دوراً مفصلياً، حيث تتعاون السلطة القبلية الفعلية مع المهربين لضمان استمرار عملهم، وتعمل كوسيط بين المجرمين ومن يفترض بهم القبض عليهم. ويتم نقل المخدرات، التي تصل أحياناً عبر عُمان، داخل البلاد عبر طرق "معروفة ومحمية" وصولاً إلى الحدود السعودية باستخدام الحمير والطائرات بدون طيار.