مدمرة إيرانية تصل البحر الأحمر.. طهران تقر بتوسيع دائرة "حرب الثأر" للصريع سليماني
(الأول)وكالات:
في إجراء ليس جديداً على التدخل الإيراني في شؤون اليمن الداخلية والخارحية، وبعد ثماني سنوات من إدارتها العلنية لأذرعها في البلاد (مليشيا الحوثي)، وخوض الأخيرة حرباً بالإنابة عن طهران، ها هي طهران ترسل اليوم مدمرة بحرية إلى البحر الأحمر، بعد أيام على اعترافاتها بأن حروبها في المنطقة أخذ بالثأر للصريع الجنرال قاسم سليماني.
وحسب تأكيد وكالة "تسنيم" الإيرانية، وصلت امس الاثنين، أول أيام يناير من العام 2024م، المدمرة الإيرانية "البرز"، التابعة لبحرية الجيش الإيراني إلى البحر الأحمر بعد عبورها مضيق باب المندب.
في حين قالت وكالة “مهر” إن المدمرة مزودة بصواريخ كروز بحرية بعيدة المدى.
ووفقا لتقارير إيرانية، فإن المدمرة وصلت إلى المنطقة إلى جانب سفينة “بهشاد” العسكرية لتنفيذ مهمة حماية المصالح الإيرانية وتأمين خطوط الملاحة.
ويأتي دخول المدمرة الإيرانية إلى البحر الأحمر بعد أقل من 24 ساعة على اغراق القيادة المركزية الأمريكية ثلاثة زوارق حوثية ومقتل كامل طواقمها في البحر الأحمر، بعد مهاجمتها بمعية زورق رابع تمكن من الفرار، سفينة تابعة لشركة الشحن العالمية "ميرسك" ومحاولة اختطافها.
وكانت بريطانيا وامريكا، قد هددتا بشن هجمات على "مليشيا الحوثي الموالية لطهران"، حال استمرت بمثل هكذا عمليات.
> اعترافات إيرانية
وكان وزير الدفاع الايراني العميد محمد رضا أشتياني، قال في تصريح له يوم الخميس 14 ديسمبر 2023م ، إن البحر الأحمر يعتبر منطقة إيران ولا أحد من خارج المنطقة يستطيع ان يناور فيها.
وجاء العميد اشتياني بهذا التصريح رداً على تشكيل أمريكا قوة بحرية في البحر الأحمر لحماية السفن التجارية من هجمات مليشيا الحوثي (ذراع إيران في اليمن).
وتقول مليشيا الحوثي إن استمرار مهاجمة السفن التجارية المتجهة عبر البحر الأحمر إلى إسرائيل، يأتي لـ"نصرة الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة" على خلفية إطلاق حركة حماس عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
بينما تقول طهران، إن عملية طوفان الأقصى نفسها، هي "جزء" من الرد على مقتل القائد في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني الذي قضى بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع 2020، بحسب تصريح المتحدث باسم «الحرس الثوري» الإيراني، رمضان شريف.
وجاء التصريح الإيراني بعد يوم على مصرع القائد العسكري البارز، مستشار الحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، في قصف استهدف منطقة السيدة زينب في سوريا في 25 ديسمبر 2023م.
أما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي اعتبر مصرع "موسوي"، "علامة على إحباط وعجز الكهيان الصيوني" متوعدا أنه "سيدفع ثمن هذه الجريمة بالتأكيد"، فقد ارجع تواجد "موسوي" في سوريا إلى مهمة "حماية مرقد أهل البيت في سوريا"، حد قوله.
وذكر "رئيسي" ان "القائد البارز موسوي، هو رفيق اللواء قاسم سليماني".
التسلسل في الأحداث، وترابط جميعها وصلتها الوثيقة بطهران ومصالحها في المنطقة، ليس بجديد، فسبق واعلنت بذلك مراراً، وهو التكرار الذي أفقد اذرعها حمرة الخجل، وباتت تغالط أكثر من الممول والمشرف المباشر على جميع عملياتها.
> حرب دولية
ويؤكد مراقبون لوكالة خبر، أن استمرار أذرع طهران في خوض حرب بالإنابة من شأنه مزيداً من الدمار والتجويع، مستشهدين بذلك على ما يعانيه السكان في اليمن، العراق، سوريا، لبنان، وفلسطين.
واتهموا الولايات المتحدة بالتخادم مع المشروع الإيراني، وسباق كليهما نحو خلق بلدان متهالكة، مقسمة، تمهيداً لاستكمال مشروعاتها في بقية بلدان المنطقة.
وشددوا على خطورة التنازلات الداخلية والخارجية لمثل هكذا تنظيمات إرهابية، محملين الجميع مسؤولية ما يترتب على ذلك من نتائج، لا سيما وتجارب كثيرة أثبتت عدم قدرة هذه التنظيمات على الوفاء باتفاقاتها، في ظل إدارة القرار بيد غيرها.
ويرى المراقبون، أن طهران ومليشيا الحوثي يسعيان إلى إغراق اليمن في مستنقع حرب دولية، من شأنها القضاء على ما تبقى من آثار للحياة، بعد ثماني سنوات من حرب مدمرة لا يزال البلد يرزح تحتها حتى اللحظة.