الكشف عن تحركات دبلوماسية وعسكرية سعودية.. ما الذي يدور خلف الأبواب المغلقة؟
(الأول) متابعة خاصة:
شهدت العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025، حراكاً مكثفاً تصدّر المشهدين السياسي والعسكري، حيث تحولت الرياض إلى خلية نحل دبلوماسية استهدفت تعزيز التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين، وترسيخ ركائز الأمن والدفاع المشترك في ظل متغيرات دولية متسارعة.
تنسيق عربي وخليجي رفيع المستوى بدأت ملامح هذا الحراك بلقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، بنظيره الأردني أيمن الصفدي. اللقاء لم يتوقف عند استعراض العلاقات التاريخية فحسب، بل ركز بشكل معمق على تنسيق الجهود حيال المستجدات الإقليمية، مما يشير إلى رغبة مشتركة في توحيد المواقف العربية تجاه ملفات شائكة.
وفي سياق تعزيز "البيت الخليجي"، بحث وزير الخارجية مع الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، مسيرة التكامل بين دول المجلس. وبحضور الدكتور عبدالرحمن الرسي، وكيل الوزارة للشؤون الدولية، عكس الاجتماع توجهاً سعودياً لدفع عجلة العمل الخليجي المشترك إلى مستويات أكثر ترابطاً لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.
البعد العسكري: شراكة استراتيجية مع إسلام آباد وعلى المسار الدفاعي، برز حدث استثنائي عكس عمق العلاقات السعودية الباكستانية؛ حيث قلد الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، قائد الجيش الباكستاني المشير عاصم منير، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة، وذلك إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
هذا التكريم الرفيع أعقبه اجتماع مغلق بين الأمير خالد والمشير عاصم منير، تم خلاله استعراض "فرص التعاون الاستراتيجي" في المجال الدفاعي. وتأتي هذه الخطوة في توقيت حساس، لترسل إشارات واضحة حول متانة التحالف العسكري بين الرياض وإسلام آباد، ودورهما المحوري في إرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين.
الخلاصة تجمع هذه التحركات بين القوة الناعمة (الدبلوماسية) والقوة الصلبة (التعاون العسكري)، مما يعكس رؤية الرياض في التحول إلى مرتكز أساسي للاستقرار في المنطقة، وقدرتها على إدارة ملفات معقدة في آن واحد عبر قنوات التواصل المفتوحة مع جميع الحلفاء.
