(إعلان الجنوب) يحتاج لهذا أولاً!!.. البيض: الدول لا تُبنى بالعاطفة
(الأول) غرفة الأخبار:
أكد السياسي هاني علي سالم البيض، أن استحقاق شعب الجنوب في قيام دولته التي تعبر عن تضحياته وتاريخه لا يمكن أن يتحقق بمجرد الرغبة أو عبر إعلانات منفردة، مشدداً على أن بناء الدول مسار سياسي وقانوني معقد يتطلب نضوجاً مؤسسياً وتوافقاً وطنياً شاملاً، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة.
التحذير من "فخ العاطفة"
وأوضح البيض، في رؤية سياسية نشرتها صحيفة "عدن الغد"، أن قيام الدولة مسؤولية كبرى تتجاوز ردود الفعل الآنية أو الحسابات الضيقة، محذراً من اختزال هذا المشروع المصيري في قرارات أفراد تُتخذ تحت ضغط اللحظة أو تأثير الوعود العاطفية. وأشار إلى أن "ترتيب البيت الجنوبي" وبناء شراكة حقيقية بين كافة المكونات هو الأساس المتين الذي سيعطي للمشروع مصداقيته أمام المجتمع الدولي.
اشتراطات الاعتراف الدولي
وحدد البيض حزمة من المتطلبات الأساسية للانتقال إلى مرحلة الدولة، وفي مقدمتها وجود مؤسسات فاعلة، ورؤية وطنية جامعة، وقدرة إدارية على ضبط الأرض والناس. وشدد على أن أي مشروع لا يحظى بتنسيق جاد وموافقة صريحة من القوى الإقليمية المؤثرة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، قد يتحول إلى "مغامرة خاسرة" وغير قابلة للتحقق في المدى المنظور.
بناء الدولة بعقلية "المؤسسة" لا "الشارع"
وحذر البيض من مغبة القفز إلى إعلانات سياسية دون استكمال الجاهزية الاقتصادية والأمنية والدستورية، معتبراً أن مثل هذه الخطوات تمنح الخصوم فرصاً للتشكيك في شرعية المشروع. ودعا القيادة السياسية إلى تقديم الحكمة على الاندفاع، واعتماد لغة المصارحة مع الشعب بدلاً من الخطابات التي "تُسكن الشارع" وتخدر الجماهير، واصفاً ذلك بـ "خداع الذات".
واختتم البيض رؤيته بالتأكيد على أن الدول تُبنى بالتدرج وحسن إدارة التوازنات، داعياً إلى احتواء غضب المواطنين وتوجيهه نحو بناء مؤسسات مستدامة، بدلاً من الزج بهم في مسارات عالية الكلفة قد لا تؤدي إلى النتائج المرجوة في ظل التعقيدات الدولية الراهنة.
