أعلام الوفاء في ساحات الجنوب… رسالة سياسية للدول الداعمة بحجم التاريخ.
كتبه - فضل القطيبي
شهدت ساحات الاعتصام في محافظات الجنوب مشاهد لافتة عكست بوضوح اتجاه البوصلة الشعبية والوعي السياسي العميق، حيث امتلأت الساحات بأعلام المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في تعبير صادق عن الامتنان والوفاء، ورسالة واضحة تؤكد أن الجنوب العربي يعرف من يقف معه في معركة المصير، ومن كان حاضرًا في لحظات الخطر والتحول.
إن رفع أعلام المملكة والإمارات لم يكن فعلًا عاطفيًا عابرًا، بل موقفًا سياسيًا وشعبيًا واعيًا، يجسد قناعة راسخة بأن الرياض وأبوظبي تمثلان ميزان القوة الحقيقي في المنطقة، وحائط الصد المنيع أمام المشاريع التآمرية التي تستهدف الأمن العربي، وتسعى لتمزيق النسيج الإقليمي عبر أدوات الفوضى والمليشيات والجماعات الإرهابية.
لقد أدرك شعب الجنوب، من خلال التجربة والمعاناة، أن المشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة هو المشروع الوحيد القادر على حماية المنطقة من الانزلاق نحو الفوضى الشاملة. وفي هذا الإطار، يبرز الجنوب العربي كقوة ضاربة وشريك ميداني وسياسي فاعل في حماية هذا المشروع، انطلاقًا من موقعه الجغرافي وأهميته الاستراتيجية، ومن تضحيات جسيمة قدمها أبناؤه في مواجهة المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية.
ولا يمكن الحديث عن هذا المشهد دون التوقف عند الدور التاريخي والحاسم الذي لعبته المملكة والإمارات في تحرير الجنوب، سواء عبر الدعم العسكري الذي قلب موازين المعركة، أو عبر الإسناد السياسي والإنساني الذي أعاد الأمل لشعب أنهكته سنوات الحرب. لقد كانت مواقف الرياض وأبوظبي صادقة وواضحة، ولم تكن خاضعة لحسابات ضيقة، بل منطلقة من مسؤولية عربية وأخلاقية تجاه أمن المنطقة واستقرارها.
إن الجنوب العربي، وهو يرفع اليوم أعلام المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في ساحات الاعتصام، يؤكد أنه لن ينسى تلك التضحيات، وأن علاقته بهاتين الدولتين الشقيقتين ليست علاقة مصالح عابرة، بل شراكة مصير ورؤية مشتركة لمستقبل عربي آمن ومستقر. كما يبعث برسالة حازمة إلى كل القوى المعادية بأن محاولات التشويه أو زرع الشكوك لن تنجح، وأن الوعي الشعبي بات أقوى من حملات التضليل.
وفي المحصلة، تعكس هذه الساحات حقيقة سياسية لا يمكن تجاوزها: الجنوب يقف في الصف العربي الواحد، ويدافع عن المشروع العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إيمانًا بأن قوة العرب في وحدتهم، وأن حماية الجنوب هي جزء أصيل من حماية الأمن القومي العربي.
