(مدْكى قات) من الخط المسند.. صورة صادمة توثق لإهانة للتاريخ ولملوك اليمن!
(الأول) غرفة الأخبار:
تداول نشطاء محليون وخبراء آثار، مساء الأربعاء، صورة وصفت بـ "الفاجعة الثقافية"، تظهر إحدى أفظع حالات الاستهانة بالتراث الإنساني في اليمن، حيث استخدمت مجموعة من الأشخاص حجراً أثرياً نادراً منحوتاً بالخط المسند "كمسند للظهر" (مدْكى) خلال جلسة لمضغ القات داخل أحد المعابد التاريخية بمحافظة مأرب.
انتهاك في حرم التاريخ
وتكشف الصورة التي أثارت سخطاً واسعاً، تحويل جزء من معبد أثري (يُرجح أنه معبد أوام الشهير) إلى ما يشبه "الاستراحة" الشعبية، حيث افترش مجموعة من الأشخاص الأرض داخل أروقة المعبد التاريخي، مستخدمين قطعاً أثرية نادرة تعود لآلاف السنين كدعامة للجلوس دون أدنى اكتراث بقيمتها التاريخية أو الحضارية.
محو منهجي للهوية
وعلق الخبير في تتبع الآثار، عبدالله محسن، على الواقعة بمرارة قائلاً: "هذه هي المأساة الحقيقية.. تحول المعابد إلى لوكندات للقات". وأضاف محسن مستنكراً: "مدْكى عمره آلاف السنين! يجتمع المخزنون لمضغ القات في معبد أوام وغيره، ثم نتساءل باستغراب كيف تضيع آثار اليمن؟ إننا أمام عملية محو منهجي للهوية الوطنية".
صرخة لاستعادة الوعي
ويرى مراقبون أن هذا الحادث يمثل سابقة خطيرة تتجاوز آثار الحرب، لتكشف عن فجوة عميقة في الوعي المجتمعي وغياب تام للرقابة الأمنية والفنية على المواقع الأثرية. وحذر المهتمون بالشأن الثقافي من أن ترك المواقع العظيمة عرضة لهذا النوع من "الاستخدام المبتذل" يهدد بإبادة آخر الشواهد المتبقية من حضارة سبأ وحمير، مطالبين السلطات المحلية في مأرب والجهات المعنية بحماية الآثار بالتدخل الفوري لمنع تكرار هذه المشاهد المهينة لتاريخ اليمن.
وتعد هذه الحادثة كاشفة عن تدهور حاد في صيانة وحماية المدن الأثرية، التي باتت تفتقر لأدنى معايير الحماية، مما يجعلها ساحات مفتوحة للعبث والتشويه العمدي واللاإرادي على حد سواء.
