لم يشر لأحداث حضرموت ومقتل قادته وحصار فنزويلا واغتيال طباطبائي!!..

هل مات (زعيم الحوثيين)؟!!.. فجوة زمنية في خطابه المسجل الأخير لأحداث كبرى!

الزمن يشير إلى الجمعة 27 ديسمبر 2025، لكنَّ عقارب ساعة زعيم الحوثيين في خطابه الأخيرة أمس لا تزال عالقةً في أشهر ماضية مضى.. حين تظهر 'الكاريزما' في ثوبِ الخطبةِ المعلبة، وحين يغيبُ ذكرُ القادة القتلى والميادين المشتعلة عن لسان 'القائد الثوري'، يصبح الظهورُ نفسُه أكبرَ لغزٍ سياسي. لم يأتِ عبد الملك الحوثي ليخاطب الملايين التي احتشدت باسمه، بل جاء ليرسم صورةً بصريةً تكسر حدّة الشائعات.. إنه ظهورٌ 'إكلينيكي' بامتياز؛ شريطٌ مسجلٌ بعناية في غرفٍ مغلقة، يُعرض الآن ليرممَ جدار الهيبة المتصدع. في هذا التحليل، نقتفي أثر الحقيقة وراء الشاشة، لنكتشف أن الغياب الطويل كشف عن 'ماكنة' أيديولوجية باتت تعمل بالدفع الذاتي، بينما 'القائد' يتحول تدريجياً إلى ذاكرةٍ رقمية تُبثُّ عند الضرورة...

هل مات (زعيم الحوثيين)؟!!.. فجوة زمنية في خطابه المسجل الأخير لأحداث كبرى!

تحليل (الأول) قسم التحقيقات:

بعد غياب غامض دام سبعة أسابيع، أطلّ عبد الملك الحوثي اليوم عبر شاشة التلفاز، لكنه لم يكن الظهور الذي ينتظره أنصاره أو يترقبه خصومه. لم يكن القائد الذي يشتبك مع أحداث ديسمبر الصاخبة، بل كان "نسخة مسجلة" تتحدث من زمن آخر، لتؤكد نظرية أن الجماعة باتت تُدار بـ "العصا المسنودة"؛ نظام يعمل بالقصور الذاتي بينما القائد يكتفي بالرمزية البصرية.

انفصال زمني مريب
 المثير للصدمة في الخطاب لم يكن ما قاله الحوثي، بل ما لم يقله. ففي الوقت الذي تغلي فيه مناطق سيطرته احتجاجاً على تدنيس القرآن، وفي ظل التحولات الدراماتيكية في حضرموت والمهرة، وتلقي الجماعة ضربات موجعة بمقتل قادة كبار، جاء الخطاب دينياً وعظياً عاماً، وكأنه سُجل في وقت سابق من العام. غابت الإشارة إلى مقتل "هيثم طباطبائي"، وغاب الحديث عن "ترقيات الجنازات" لجنرالاته الذين دُفنوا قبل ساعات، بل وغاب التعليق على عودة ترامب وحصاره لفنزويلا؛ الحدث الذي ملأ إعلام الجماعة صراخاً طوال ديسمبر.

نظرية (عصا سليمان)
 يستحضر الظهور الحالي قصة النبي سليمان الذي ظل متكئاً على عصاه ميتاً، بينما استمرت الجن في العمل ظناً منها أنه يراقبها. لقد أثبت الغياب الطويل أن "الماكنة الحوثية" أصبحت مؤسسية بما يكفي لتعمل آلياً دون الحاجة لتوجيه يومي من القائد. المدارس والوزارات والقبائل تتحرك بناءً على "السيستم" الأيديولوجي، بينما يظهر عبد الملك فقط كـ "فاصل أمني" لكسر حدة الشائعات حول وفاته أو عجزه الطبي.

السيطرة لا الأزمة
 لا يشير هذا النمط بالضرورة إلى انهيار الجماعة، بل إلى قدرتها على التكيف مع "غياب القائد". التفسير الأقرب للمنطق هو "السبب الطبي"؛ رحلة تعافٍ طويلة تفرض ظهوراً مبرمجاً ومقنناً تحت السيطرة الكاملة. النظام الحوثي لم يعد يطلب من زعيمه "حكماً فعلياً"، بل يطلب منه "صوراً حية" تطمئن الحاضنة الشعبية وتمنح الشرعية للقيادات الميدانية التي تمارس السلطة الحقيقية خلف الستار.

مات أم عبئًا سياسيًا!
 إن ظهور عبد الملك الحوثي اليوم هو اعتراف بأن الغياب أصبح "عبئاً سياسياً"، لكن جودة المحتوى ومنطقه الزمني يكشفان أن "القائد الثوري" تحول إلى "أيقونة جامدة". لقد نجحت الجماعة في تعلم كيفية الحكم في غيابه، وأصبح ظهوره مجرد أداة للحد من الأضرار الرمزية. العصا لا تزال مسنودة، والعمل مستمر، لكن السؤال الذي يطرحه هذا الغياب خلف الظهور هو: متى ستدرك "الجن" أن الجسد قد انهار بالفعل؟