هجمات الحوثي تؤلم مصدري أوروبا 

هجمات الحوثي تؤلم مصدري أوروبا 

(الأول)خاص.

حين بدأت الهجمات الحوثية على سفن الشحن المبحرة في البحر الأحمر، منذ نوفمبر الماضي، خشيت العديد من الدول الأوروبية والغربية أن تؤثر على إمدادات الطاقة.

إلا أن ما حدث لم يكن في الحسبان. فقد ألقت تلك الهجمات بظلالها على شحنات الطعام والفاكهة والخضار الآتية من أوروبا نحو المنطقة.

وبات العديد من المصدرين الأوروبيين وشركات الشحن تحذر من الأضرار المتزايدة التي تلحق بتجارة الفاكهة والخضروات، لاسيما بعدما أوقفت عملياتها مؤقتا عبر مضيق باب المندب وغيرت مسارها حول رأس الرجاء الصالح، ما أدى إلى تأخير النقل من وإلى أوروبا لمدة قد تصل إلى ثلاثة أسابيع.

ما يعني أن المنتجات الطازجة من المرجح أن تتعفن في الطريق، هذا فضلا عن ارتفاع تكاليف شحنها بمقدار خمسة أضعاف.

من الفاكهة إلى اللحوم والشاي وفي السياق، أوضح ماركو فورجيوني، المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية، أن العديد من المخاطر باتت تلحق بالفواكه والخضروات وغيرها من المنتجات الغذائية الأوروبية، وفق ما نقلت صحيفة "بوليتيكو".

كما أضاف أن اللحوم والحبوب مروراً بالشاي والقهوة، ستتأثر إذا استمرت الاضطرابات في البحر الأحمر.

بدورها حذرت أكبر جماعة ضغط زراعية في إيطاليا، من أن استمرار الأزمة الحالية قد تخلق العديد من المشاكل والعقبات في الحفاظ على المنتجات الزراعية والغذائية عامة طازجة.

لاسيما أنه في كثير من الحالات، "لا تتحمل مدة صلاحية المنتجات الطازجة بإطالة رحلة قد تمتد ما بين 15 و20 يومًا في البحر"، حسبما أوضح كريستيان ماريتي، رئيس شركة Legacoop Agroalimentare، التي تمثل التعاونيات الزراعية والغذائية الإيطالية، لوكالة أنباء أنسا.

يشار إلى أن المصدرين الذين يتأثرون بشكل خاص من هذه المشكلة يقعون على وجه التحديد في دول جنوب أوروبا مثل إيطاليا واليونان وقبرص.

وبما أن بضائعهم باتت مضطرة إلى مغادرة البحر الأبيض المتوسط إلى الغرب تقطع شوطا طويلا نحو الشرق الأوسط وآسيا، فإن العديد من تلك الدول تكافح من أجل إيصال المواد القابلة للتلف إلى الأسواق الأجنبية في الوقت المحدد، ما يعرض البضائع التي تبلغ قيمتها مليارات اليورو للخطر.

أكثر من 33 سفينة ومنذ 19 نوفمبر الماضي، هاجمت جماعة الحوثي أكثر من 33 سفينة بأنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية والمسيرات.

فيما تسببت تلك الهجمات في البحر الأحمر بتعطيل حركة الشحن العالمي، وأثارت مخاوف من التضخم العالمي.

كما فاقمت المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والمستمرة منذ نحو 4 أشهر، إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط.