حمار صنعاء وملكة جمال تركيا
سألت صديقي الذي أتوسم فيه الذكاء ورجاحة العقل والرأي السديد ، هل يمكن للحكومة الشرعية أن تستفيد من الغضب الأمريكي والبريطاني والاوروبي وتستعيد العاصمة صنعاء من ايدي الحوثيين، فضحك حتى كاد يشترغ ، وقال لي ان الشرعية لاوجود لها إلا على وسائل الاعلام ، ومواقع التواصل، فهم مجموعة من الأشخاص موزعين على مختلف فنادق العالم ، يشحتون باسم تحرير اليمن ، لكنهم في الحقيقة يتقاسمون تلك المساعدات واخر شيء يفكرون فيه هي اليمن وشعبها.
أضاف وهو يشعر بغصة وألم، هل تذكر كيف استطاع الحفاة العراة في أفغانستان من تحرير بلادهم وهزموا أعتى قوتين على وجه الأرض ( الاتحاد السوفييتي ، وأمريكا ) ، ولو كان قادتهم فعلوا كما فعلت شرعيتنا الموقرة، وتفرغوا للوجبات الدسمة والفراش الوثير وجمع اكبر قدر من المال ، لما حرروا شبر واحد من أفغانستان، ولطاردتهم اللعنات أبنما ذهبوا، ولصارت وصمة العار تلاحقهم حتى لو انتفلوا إلى القبور.
كنا على وشك تناول وجلة العشاء فقال لي ، لا تزعج اليمنيين بهذا الكلام الذي سيوجع قلوبهم، ويسد انفسنا من تناول وجبة العشاء وسأحكي لك حكاية حقيقية وستعجب كل يمني وتجبر بخاطرهم، وتضحكهم قليلا ، فهم أحوج الناس لجبر الخاطر والتسلية ولو قليلا في ظل ظروفهم التعيسة التي لا تسر عدو ولا صديق ، فكانت حكاية (( حمار صنعاء وملكة جمال تركيا)).
تقول الحكاية ان السلطان العثماني زار العاصمة صنعاء هو وزوجته في العام 1889 ومعه زوجته التي قالوا عنها انها أجمل سيدة في تركيا، وعندما كانت تتجول في شوارع صنعاء، شاهدت حمار أبيض جميل الشكل وكأنه حصان سباق، فأعجبت به اعجاب شديد وطلبت من السلطان ان يشتريه لتأخذه معها الى تركيا.
ولكن كل المحاولات لشراء حمار صنعاء فشلت وذهبت أدراج الرياح، وعندها طلب السلطان ان يحضروا له صاحب الحمار وقدم له كل الاغراءات التي تسيل لها اللعاب ، وشعر الرجل بالحرج من السلطان واقترح ان بمنحه هدية عبارة عن فرس عربي أصيل أجمل من ذلك الحمار، بل زاد في كرمه ووعده بمجموعة منها.
وهنا جاءت زوجة السلطان وسألته بدهشة واستغراب " هل يعز عليك الحمار إلى هذه الدرجة؟" فرد عليها الرجل بالحكمة اليماانية المعهودة ليس الحمار يا سيدتي ،ولكني اكره ان تعودين الى تركيا فيسخر الناس منا ويقولون ان السلطانة لم تجد شيء يعجبها في صنعاء الا حمار؟...ويقال ان السلطانة لم تغضب ، بل إنها سرت منه ، وأعجبت بجوابه وأمرت له بهدايا ثمينة.