مع وفاة مؤسسها، تعرف على «صخر»، الشركة التي أدخلت العربية إلى الحواسيب
عن عمر ناهز 82 عاماً توفي الكويتي محمد الشارخ في السادس من مارس 2024، وانتشر الخبر بسرعة في الأوساط الرقمية لأن الشارخ يمتلك بصمة كبرى على عالم الحوسبة باللغة العربية.
أسس الشارخ شركة صخر للبرمجيات كجزء من الشركة العالمية للإلكترونيات، وهي شركة رائدة في مجال توفير حلول تكنولوجيا اللغة العربية زتأسست في عام 1982. يقع مقر الشركة في الكويت ولها حضور عالمي مع 200 موظف حول العالم. وتقع أنشطتها البحثية والهندسية في وادي السيليكون ومصر. كما أنّ لها مكاتب مبيعات في الولايات المتحدة، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، وعمان، والمملكة العربية السعودية، ومصر.
محمد الشارخ، مؤسس شركة صخر وأول من أدخل العربية إلى الحوسبة
يعود تاريخ شركة صخر إلى تأسيسها في عام 1982، حيث بدأت أولاً كشركة لتصنيع أجهزة الحاسوب، وحققت نجاحاً نسبياً في المجال. لكن ومع احتلال الكويت وحرب الخليج عام 1990، نقلت الشركة مقرها إلى مصر وحولت تركيزها إلى تطوير المنتجات البرمجية بالدرجة الأولى.
أتاح هذا القرار الاستراتيجي لشركة صخر أن تصبح رائدة في مجال تكنولوجيا اللغة العربية، حيث تقدم خدمات التعريب لمختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كما قدمت شركة صخر خدمات اللغة العربية البرمجية إلى وزارة التعليم السعودية، ووزارة التجارة المصرية، ووزارة التعليم العمانية، وغرفة تجارة وصناعة دبي، وغيرها. وقد حازت المنتجات البرمجية للشركة على العديد من الجوائز العالمية، منها جائزة المحتوى الإلكتروني لـ Arab Language Buddy للهواتف الذكية عام 2010، وجائزة بوابة عمان للويب العربي عام 2010، وجائزة القمة العالمية لأفضل قارئ شاشة للمكفوفين عام 2007، وجائزة العالم لقارئ الشاشة للمكفوفين عام 2007. كما حازت على جائزة القمة لأفضل محتوى إلكتروني لمحرك ترجمة محتوى الويب – ترجم عام 2005.
يعود شطر كبير من نجاح الشركة إلى وقت بدايتها مع انطلاقة تقنية الحوسبة حول العالم، وبالأخص مع تميزها بكونها تقدم الخدمات الحاسوبية للجمهور العربي بلغته الأم بدلاً من الإنجليزية. كما لا يمكن إنكار عمل الشركة الدؤوب على تطوير أنظمتها ومساعيها لتقديم حلول جديدة ومبتكرة للمشاكل التقنية والحاجات اللغوية المختلفة.
تعد واحدة من أهم مساهمات شركة صخر في مجال تكنولوجيا اللغة العربية تطويرها لمحرك ترجمة محتوى الويب – ترجم. حيث يتيح هذا البرنامج المبتكر الترجمة التلقائية لمحتوى الويب من العربية إلى الإنجليزية والعكس، مما يسهل على الأشخاص الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت بغض النظر عن كفاءتهم اللغوية.
يتجلى التزام صخر بتوفير إمكانية الوصول أيضاً في تطويرها لقارئ الشاشة للمكفوفين. ويمكّن البرنامج، الحائز على جائزة القمة العالمية عام 2007، المستخدمين ضعاف البصر من الوصول إلى المحتوى الرقمي باللغة العربية والتفاعل معه. ولهذه التكنولوجيا آثار كبيرة على تحسين إمكانية الوصول والإدماج للأشخاص ذوي الإعاقة في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى منتجاتها البرمجية، وفرت صخر مجموعة من الخدمات لدعم اعتماد وتنفيذ حلول تكنولوجيا اللغة العربية. وتشمل هذه الخدمات الاستشارات والتدريب والدعم الفني، بالإضافة إلى خدمات تطوير وتكامل البرمجيات المخصصة.
حصلت الشركة على العديد من الجوائز والتقدير لمساهماتها في الصناعة. وفي عام 2002، حصل مؤسس شركة صخر، محمد الشارخ، على لقب صاحب الرؤية الإلكترونية للعام من مجلة Arabian Business. كما تم الاعتراف بالشركة كأفضل شركة لتطوير التطبيقات العربية من قبل Damtex Middle East Group في عام 1999، وأفضل موقع مدعوم باللغة العربية من Internet Shopper (مجموعة T4S الدولية) في معرض جيتكس القاهرة 2000.
طورت صخر العديد من التقنيات المتقدمة والتي تركت علامات بارزة في مجال تقنية المعلومات، منها تطوير جيلٍ جديدٍ من تقنيات المعالجة الطبيعية للغة العربية (NLP)، كما تمكنت صخر في التغلب على تفوق تقنية المعلومات الإنجليزية على مثيلاتها العربية، وأن تقوم في ذات الوقت بتصحيح الاعتقاد الخاطئ بعدم إمكانية تطويع الحلول المطورة في الغرب، لتناسب احتياجات المستخدمين العرب.
في الوقت الحالي، يعمل بمقر الشركة بالقاهرة حوالي 150 من خبراء تقنية المعلومات في مجالات الكلام والترجمة الآلية والبحث والقراءة الآلية والتعليم وإدارة المعلومات، فضلاً عن مكاتبها في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ينضحون علمهم ومعرفتهم لخدمة اللغة العربية ومتحدثيها حول العالم.