صحيفة: اغتيال إسرائيل للقيادي في حماس مروان عيسى لا يمثل ضربة حاسمة

صحيفة: اغتيال إسرائيل للقيادي في حماس مروان عيسى لا يمثل ضربة حاسمة

قال تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن مروان عيسى الرجل الثالث في هرم قيادة حماس في غزة، والذي قتل في غارة جوية إسرائيلية، حصل خلال سنوات المعركة مع إسرائيل على لقب "رجل الظل" بسبب تنسيقه وراء الكواليس لعمليات حماس.

وأضافت الصحيفة أن اغتيال مروان عيسى كانت المرة الأولى، منذ بدء الحرب، التي تنجح فيها إسرائيل في تحقيق أحد أهدافها العسكرية الرئيسية في قطاع غزة، والمتمثل بالقضاء على كبار قادة حماس المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر.

ويقول محللون إن مقتل عيسى يمكن أن يعيق قدرة حماس على قتال القوات الإسرائيلية في وقت حرج من الحرب، لكنه لا يمثل ضربة حاسمة.

وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة عن السياسي الأمريكي البارز في "الشبكة" وهي مركز أبحاث فلسطيني مقره نيويورك طارق كيني الشوا، إن اغتيال عيسى "يسهم في التدهور المستمر لقدرات حماس كقوة قتالية متماسكة وقدرتها على تنسيق العمليات ضد القوات الإسرائيلية في غزة على المدى القصير والمتوسط".

وأشارت الصحيفة بأن حماس في المقابل انتعشت مرارا وتكرارا بعد حملات الاغتيالات الإسرائيلية السابقة التي قتلت قادة الجماعة على مدى أكثر من عقدين من الزمن.

وأضاف الشوا أن "مقتل عيسى لن يغير الكثير بالنسبة لحملة المقاومة الفدائية التي ستوجه ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال الأشهر والسنوات المقبلة".

وكان البيت الأبيض قد قال الإثنين إن عيسى قُتل، لكن مسؤولين من إسرائيل وحماس لم يعطوا تأكيدا.

وقالت إسرائيل إنها استهدفت عيسى هذا الشهر بغارة جوية أصابت مخيما للاجئين في وسط قطاع غزة، في “إطار حملتها العسكرية لقتل أي شخص متورط في هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل، وقال مسؤولون أمريكيون إن الغارة الجوية أصابت هدفها".

ويقول المسؤولون العسكريون الإسرائيليون، الذين يحتفظون بمخطط لقادة حماس الذين يهدفون إلى قتلهم، إنهم قضوا على العديد من القادة المسلحين من المستوى المتوسط في غزة، لكن عيسى سيكون مسؤول حماس الأعلى رتبة في غزة الذي قُتل خلال الصراع الحالي.

ونقلت الصحيفة عن مارك ريجيف، الذي شغل حتى وقت قريب منصب المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله، إن" إسرائيل لا تزال بحاجة إلى الوصول لاثنين من كبار قادة حماس في غزة – يحيى السنوار ومحمد ضيف – لتوجيه ضربة حاسمة للجماعة."

ويقول مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيال هولاتا، إن قتل العاروري وعيسى كلاهما يبعث برسائل واضحة، لكن القبض على السنوار “أمر أساسي لإنهاء الحرب”.

وبينت الصحيفة أن مقتل عيسى سيضر بقدرات الجماعة المسلحة على تنظيم دفاع فعال في مواجهة الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفقًا للرئيس السابق للشؤون الفلسطينية في المخابرات العسكرية الإسرائيلية مايكل ميلشتاين.

وقد عمل عيسى لسنوات باعتباره اليد اليمنى لمحمد الضيف، وكان نائب قائد الجناح العسكري لحماس وعضوا في المكتب السياسي المكلف باتخاذ القرارات الرئيسية للحركة، بما في ذلك التنازلات في المفاوضات مع إسرائيل حول مصير أكثر من 130 رهينة ما زالوا في غزة – وتقول إسرائيل إن بعضهم ماتوا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين قولهم، إن خوف قادة حماس على حياتهم في غزة بعد مقتل عيسى ربما كان حافزاً للجماعة للعودة إلى محادثات وقف إطلاق النار المتعثرة، ومحادثات الرهائن التي استؤنفت هذا الأسبوع في قطر.

وقد حاولت إسرائيل مراراً وتكراراً اغتيال عيسى، وفقاً لمسؤولين في حماس.

وقد دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله مرتين، خلال اجتياح غزة عامي 2014 و2021، ما أدى إلى مقتل شقيقه وقتل ابنه محمد في غارة إسرائيلية في ديسمبر كانون الأول.

وقال مدير برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن خالد الجندي، إن وفاة عيسى ليست ضربة حاسمة لحماس.

وأضاف : “ليس هناك شك في أن حماس قد تدهورت، ولكن من الواضح أن هذا ليس كافيا لنكون قادرين على القول بشكل قاطع إن حماس قد هُزمت”.

وشدد الجندي على أن النصر النفسي لإسرائيل سيتضاءل لأن الأمر استغرق أكثر من خمسة أشهر من الجيش الإسرائيلي للقضاء على أول زعيم رفيع المستوى لحماس في غزة.

وتابع " لو حدث هذا في الأسابيع القليلة الأولى من الحرب وأظهروا هذا النوع من القدرة على الوصول إلى قيادة حماس في وقت مبكر، لكان من الممكن أن يكون لذلك تأثير نفسي مختلف تمامًا".