أمي .. ربيع الحياة
ويبقى الحنين لأمي وأنا معها وفي أحضانها هو الإحساس الصادق الوحيد والشعور الجميل الذي لايمكن لأي قوة في الكون أن تنتزعه من دواخلي حتى وإن (سلخت) عني جلدي..
وتظل أمي المخلوق الوحيد الذي لن يضاهي محبتي له أي حب أو عشقٍ عذري صادق خالٍ من نزوات الحياة ومتطلباتها ومصالحها التي ينتهجها العشاق في حياتهم..
لم أعشق بعذرية الحب مثل أمي التي كانت بساطتها وتعاملها أجمل من أي حب شعرت به بعد أن بلغت من الكبر عتيا في عالم ملئ بالكثير من الزيف والنفاق الذي سمم حياتنا كلها..
يسوقني دوماً الحنين لأمي رغم ذلك الشيب الذي غزى رأسي وتقاسيم العمر التي ارتسمت على محياي والأخاديد التي تحفر عميقاً بين ثنايا روحي المنهكة من تقلبات الزمان وقسوة الحياة..
تظل أمي النهر الذي لاينضب حنانه ولاينقطع خيره ولايجف نبعه ولايسأم مني أو يملّ مني أو تقلباتي الطفولية وانا ذلك (الهرم) الذي لم ينضج بعد في نظرها وقلبها الذي يعتبرني طفلها الذي لن يكبر..
أمي ليس لحبها أو برها أو شوقي لها تاريخاً محدد أو ساعة محددة أو لحظة محددة أو حتى هنيهة محددة، لانها كل لحظاتي وهنيهاتي وهمساتي وأبجدياتي..
لا اكترث بمن يحتفلون بها في يوم محدد ولا أبالي بمن يهدونها كلماتهم وحبهم في يوم محدد أو ساعة محددة فلربما يعد ذلك (عقوقاً) وتقصيراً في حقها وإهمالها ..
لا أدري كيف أكمل أنسياب مشاعري هذه على صفحاتي وبدم (قلبي) على جدران روحي التي تعشق أمي وتحبها حد الموت من أجلها دون ادنى تردد أو تفكير..
ولا أدري هل ستسعفني مشاعري لأخطها بتلك الإنفعالات التي أشعر بها انا أعبر عبابها المتلاطم في لحظات الحنين التي لاتنتهي.