انعطاف مفاجئ..تصريحات عبدالملك الحوثي والمشاط ونبرة الاستجداء!
(الأول) خاص:
في الأيام الأخيرة، أدلت المليشيات الانقلابية التابعة لإيران، بينها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ورئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، بتصريحات بشأن عملية السلام في اليمن، والعلاقة مع المملكة العربية السعودية.
وحول ذلك، أشار الكاتب الصحفي اليمني عدنان الجبرني، إلى أن الحوثيين، عادوا منذ نحو أسبوع "للحديث عن اتفاق السلام وضرورة التقدم فيه خاصة البنود الانسانية _مرتبات، تعويضات ..._ بعد جمود هذا الملف منذ منتصف ديسمبر الماضي بإعلان المبعوث اتفاق المبادئ لتثبيت ما تم التوصل اليه حتى ذلك الحين، وانتظاراً لما ستؤول اليه تداعيات الحرب على غزة وعمليات البحر الأحمر".
استجداء وابتزاز
وقال في مقال له، إن "عبدالملك الحوثي والمشاط ومحمد علي الحوثي وبعض أعضاء الدائرة السياسية للجماعة (المجلس السياسي) ظهروا خلال الأيام الماضية، يتحدثون بمفردات شبه متطابقة والرسالة واحدة، خاصة تجاه السعودية، ويمكن وصف خطاب قادة الجماعة تجاه الرياض بأنه مزيج من أمرين: "الاستجداء" و "الابتزاز".
وأوضح أن الدافع الأول: "هو عودة السخط الشعبي وارتفاع الاصوات المنددة بفساد الجماعة وممارساتها القمعية والفاسدة مجدداً بعد انقشاع لافتة "مش وقت احنا مشغولين بغزة" جزئياً، بالتزامن مع زيادة تعقيد الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرتها".
والثاني بدافع ما تعتقد الجماعة أنها حققته من مكاسب وتحوّل في وضعها بفعل عملياتها البحرية المنسَّقة مع المحور، إذ توسع الحديث الى العلني عن التعويضات. بحسب الكاتب.
انعطافة وتكتيك معهود
وأضاف: "اللافت حرص المتحدثين، عبدالملك والمشاط وقيادات أخرى، على جملة "نحن لا نشكل خطرا على أحد" في توقيت متزامن، وهذا تكتيك الجماعة المعهود منذ 20 سنة، عندما تكون في أزمة وتريد بعض المكاسب فإنها تشرع في تبني خطاب مصبوغ بالتذاكي، ثم ما تلبث أن تعود لوجهها الآخر (الحقيقي) بعد أن ترتب وضعها لموجة جديدة من الحرب".
وتابع: "قد تفسّر هذه التصريحات و"الانعطافة" بأنها نتيجة لضغوط حقيقية بموجبها ستخفض الجماعة انخراطها ضمن عمليات البحر -هذا ملحوظ منذ أسبوعين- وغيرها لحساب البُعد المحلي، (أستبعد أن يستمر هذا لكنه قد يكون تكتيكياً)، أو أن الجماعة صارت ترى أن جهدها العسكري في البحر يعد مكتسبا استطاعت تثبيته والتعايش مع ردة الفعل بشأنه، وبالتالي تريد نقل المعركة الى سجال اولويات بين السعوديين والامريكان في محاولة لعزل مسار التسوية عن عملياتها البحرية وتداعيات ما يجري في غزة على مستوى المنطقة".
اتجاه المؤشرات
وأشار الكاتب إلى إعلان الخارجية الأمريكية بأن مبعوث الرئيس بايدن ليندركينغ سيصل الى المنطقة هذا الاسبوع لاجراء نقاشات بشأن إيقاف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقال إن "المؤشرات تتجه نحو استئناف لمسار التسوية، لكن هناك عوامل قد تؤدي الى عكسها مثل: تلويح الحوثي بمزيد من الاجراءات بعد العيد عقب تدشينه علمة ١٠٠ ريال المعدنية السبت الماضي، ورد البنك المركزي اليمني بقرار يلزم البنوك بنقل مراكزها الى عدن، والثاني مقتل قادة الحرس الثوري في سوريا يوم أمس وما اذا كان سيقود الى رد ايراني منسق عبر أذرع المحور وفي المقدمة الحوثي وبالتالي عودة التصعيد محليا واقليميا".
ومؤخرا قالت المليشيات الحوثية التابعة لإيران، إنها مستعدة للتوقيع على خارطة الطريق، مع المملكة العربية السعودية، ولوحت في الوقت ذاته، إلى أنها قد تستهدف المملكة في حال سمحت للولايات المتحدة بتنفيذ ضربات على مواقع الجماعة من داخل الأراضي السعودية.