التغيرات المناخية في اليمن.. تحدٍ كبير في بلد منكوب بالأزمات ( تقرير )
يعد اليمن من البلدان الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية لتغير المناخ في العالم، وهو من بين أكثر من 20 دولة عرضة للخطر من هذه التغيرات التي تؤثر على قطاعات حيوية في البلد الذي يعيش حربا مستمرة منذ أواخر العام 2014 .
وكشفت تقارير أممية حديثة إحصائيات قاتمة لعدد المتضررين أو المتوقع تضررهم في اليمن جراء التغيرات المناخية المتواصلة، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية إضافية، جراء خطر الفيضانات الشديدة التي قد تجتاح البلاد وتؤثر على عشرات الآلاف من الأسر.
وتوقعت "مجموعة المأوى" ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن تتعرض أكثر من 50 ألف أسرة يمنية لخطر الفيضانات خلال العام الجاري، مع تأثر حوالي 173 موقع نزوح تقع في مناطق عالية المخاطر.
وبحسب البيانات الواردة من نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية الصادرة عن منظمة "فاو"، فقد تضرر أكثر من 14 ألف شخص في اليمن بسبب الصراع والفيضانات خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ونبهت النشرة من أن المرتفعات الوسطى في اليمن ستشهد أمطاراً غزيرة وفيضانات مع بداية الأسبوع وحتى العاشر من أبريل الحالي، متوقعة زيادة معدلات هطول الأمطار، مع خطر استمرار الفيضانات الكبرى، واتساعها عبر المحافظات حتى نهاية الشهر الحالي.
وأشارت النشرة التحذيرية إلى أن المناطق الأكثر عرضة للخطر هي سفوح المنحدرات الشديدة في الأودية الرئيسية، مثل: وادي رماع، ووادي مور في الحديدة، ووادي بنا في محافظتي إب وأبين. وأوضحت أن الزيادة المفاجئة لهطول الأمطار في الجزء الشرقي من البلاد ستؤدي إلى عواصف، ما قد يتسبب بفيضانات محتملة في بعض المناطق الأكثر عرضة للخطر في محافظة حضرموت.
من جانبه، كشف مركز أبحاث وبائيات الكوارث (CRED)، وفاة 250 شخصاً في اليمن جراء الكوارث المناخية، بما فيها الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها، خلال العام الماضي 2023.
وأوضح تقرير صادر عن المركز أن الوفيات سقطت بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات خلال الموسم المطري بين مارس وسبتمبر 2023.
وأضاف التقرير أن اليمن احتل العام الماضي المركز العاشر في قائمة أعلى معدل للوفيات الناتجة عن الكوارث الطبيعية، وذلك بسبب موسم الأمطار السنوي الطويل والمكثف الذي شهدته البلاد.
هذا وذكرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أنه خلال الربع الأول من هذا العام، سجلت آلية الأمم المتحدة للاستجابة السريعة نزوح عدد كبير من الأفراد اليمنيين لأسباب مرتبطة بتأثيرات النزاع المسلح، والكوارث الناجمة عن المناخ، مثل الفيضانات والأمطار الغزيرة.
وتعد مخيمات النزوح من أكثر المواقع المتضررة جراء الأمطار الغزيرة والسيول الموسمية في اليمن، حيث بلغ عدد الأسر المتضررة جراء سوء الأحوال الجوية أكثر من 6000 أسرة نازحة معظمها في محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين في اليمن.