خصم مرن.. تحول حماس إلى حرب العصابات يثير شبح "الحرب الأبدية"

خصم مرن.. تحول حماس إلى حرب العصابات يثير شبح "الحرب الأبدية"

أثبتت حركة حماس، التي صنفتها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية، أنها خصم مرن لإسرائيل في الصراع الدائر.

ورغم مرور سبعة أشهر على بدء الحرب وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، تواصل حماس استخدام شبكة أنفاقها وخلاياها الصغيرة من المقاتلين ونفوذها الاجتماعي الواسع للبقاء على قيد الحياة ومضايقة القوات الإسرائيلية.

الصمود والتكيف

ويبدو الآن أن هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمثل في التدمير الكامل لحماس مستبعد، وتتزايد المخاوف داخل إسرائيل من عدم وجود خطة موثوقة لاستبدال الحركة.

وبينما تحرك إسرائيل جيشها إلى رفح بحسب التقرير، التي يعتقد أنها آخر معاقل حماس، تشن الحركة هجمات كر وفر في مناطق أخرى من غزة.

وبين التقرير أنه قد تمكن قائد حماس يحيى السنوار، الذي أمر بشن الهجمات التي أسفرت عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، من الاختباء في شبكة الأنفاق الواسعة التابعة للحركة، ما يشكل تحديًا للجيش الإسرائيلي.

وأضاف التقرير أن قدرة حماس تعكس على الصمود والتكيف أصولها كجماعة عارضت الاحتلال العسكري الإسرائيلي خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الثمانينيات.

ونتيجةً لذلك، تحوّلت حماس من هيئة حاكمة إلى قوة مقاتلة حرب عصابات، مستخدمةً تكتيكات الكر والفر ومجموعات أصغر من المقاتلين.

كما أبدت حماس استعدادها لمواصلة القتال ومقاومة الضغوط الإسرائيلية بحسب التقرير، ورغم التحذيرات التي وجهتها إسرائيل، لا تزال حماس تتحدى إسرائيل في المفاوضات، مشيرة إلى أنها أبدت بالفعل ما يكفي من المرونة وأن على إسرائيل تنفيذ هجومها على رفح إذا أرادت.

القضاء على الهياكل القيادية لحماس

وقد أسفر الصراع عن سقوط عدد كبير من الضحايا، حيث قُتل أكثر من 35,000 شخص، معظمهم من المدنيين. وسبق أن أخلى المسؤولون العسكريون الإسرائيليون مناطق من غزة دون خطة لمن سيتولى السيطرة عليها بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، ما سمح لحماس باستعادة نفوذها.

وقد ألقى المنتقدون باللوم على حكومة نتنياهو لعدم وجود خطة لاستبدال حماس، في حين شكك آخرون في إمكانية تحقيق ذلك خلال الحرب. وقد أثار غياب خطة حكم ما بعد الحرب مخاوف المسؤولين الأمريكيين.

وتابع التقرير أنه رغم محاولات إسرائيل القضاء على الهياكل القيادية لحماس، تواصل الحركة تأكيد نفوذها من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك الشرطة وهيئات الدفاع المدني. كما تسهم هياكل حماس المجتمعية وأيديولوجيتها الدينية في استمرارها.

وفي الختام، فإن صمود حماس في مواجهة الهجمات الإسرائيلية يؤجج المخاوف في إسرائيل من استمرار الصراع.

ونتيجة لذلك، هناك مخاوف من عدم وجود خطة لاستبدال حماس واحتمال تراجع إنجازات الجيش الإسرائيلي.